ينبغي الدعاء للمؤمن بمقتضى الاشتراك في الإيمان بحكم العقل و الشرع. ففي الكافي 2: 507، باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب، ح 5. مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: ما من مؤمن دعا للمؤمنين و المؤمنات، إلا ردّ الله عز و جل عليه مثل الذي دعا لهم به، من كل مؤمن و مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، إن العبد المؤمن ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون و المؤمنات يا رب هذا الذي كان يدعو لنا، فشفعنا فيه، فيشفعهم الله عز و جل فيه فينجو. و فی الكافي 2: 172، باب حق المؤمن لأخيه، ح 9. مسندا عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أنا و ابن أبي يعفور و عبد الله بن طلحة فقال عليه السلام ابتداءا منه، يا بن أبي يعفور! قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز و جل، و عن یمين الله عز و جل، فقال ابن أبي يعفور: و ما هي جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله، و يكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله، و يناصحه الولاية، فبكى ابن أبي يعفور، و قال: كيف يناصحه الولاية؟ قال: يا بن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح و حزن لحزنه إن هو حزن، و إن كان عنده ما يفرج عنه، فرج عنه و إلا دعا الله له. قال ثم قال أبو عبدالله عليه السلام ثلاث لكم، و ثلاث لنا: أن تعرفوا فضلنا، وأن تطأوا عقبنا، و تنتظروا عاقبتنا، فمن كان هكذا كان بين يدي الله عز و جل، فيستضئ بنورهم من هو أسفل منهم و أما الذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم ، فقال ابن أبي يعفور: و ما لهم لا يرون و هم عن يمين الله! فقال عليه السلام: يا بن أبي يعفور! إنهم محجوبون بنور الله أما بلغك الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان يقول: إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله، و عن يمين الله وجوههم أبيض من الثلج، و أضوء من الشمس الضاحية، يسأل السائل ما هؤلاء فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله.
والامام المهدی هو المؤمن الحقیقی به بمقتضى حكم العقل و الشرع وجب علینا الدعاء له علیه السلام
(مکیال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 46 – 47)
أحدث وجهات النظر