خلافته عليه السلام على المسلمين هو خلافة الله علی الخلق کما قال الله تبارک و تعالی للملائکة (انی جاعل فی الارض خلیفة) و یظهر لخلافته علیه السلام الکمالاة الالهیة بین العباد و هذه احد وجوه بعث الانبیاء و الاوصیاء و ذلک لا یظهر الا بعد ظهوره علیه السلام و هذه الصفة موجبة للدعاء فی فرجه الشریف.
يدلّ عليه ما في كفاية الأثر (1) من طريق العامة عن النبي (صلى الله عليه و آله) الخلفاء بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين (عليه السلام) و التاسع قائمهم و مهديّهم، فطوبى لمحبيهم، و الويل لمبغضيهم.
و فيه (2) عنه (صلى الله عليه و آله) قال: لا تقوم الساعة حتّى يقوم قائم الحق منّا، و ذلك حين يأذن الله عزّ و جلّ، فمن تبعه نجى، و من تخلّف عنه هلك، فالله الله عباد الله! ائتوه و لو على الثلج، فإنه خليفة الله.
و يدل عليه أيضا ما في البحار (3) عن كشف الغمة، من طريق العامة عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: يخرج المهدي و على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
و من طريق العامة أيضا عنه (صلى الله عليه و آله) (4) قال: يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلّهم ابن خليفة، ثمّ لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء الرّايات السّود، فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم، ثم يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه، فإنه خليفة الله المهدي ختم العلوم به.
في حديث كميل المروي في دارالسلام، قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا كميل! ما من علم إلا و أنا أفتحه، و ما من شئ إلا و القائم يختمه … .
المراد بشئ، إمّا العلم بقرينة صدر الكلام، و إمّا جميع الكمالات و الأخلاق الحسنة و العلوم و المعارف الحقّة الّتي أظهر سائر الأئمّة بعضها بمقتضى صلاح زمانهم، والقائم عجّل الله تعالى فرجه يظهر جميعها فالجميع يختم بظهوره.
و يؤيد ذلك ما رواه (5) الصدوق رحمه الله عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): إن الله عزّ و جلّ اختار من الأیّام الجمعة، و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر، و اختارني من جميع الأنبياء، و اختار منّي عليا و فضّله على جميع الأوصياء، و اختار من عليّ الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الضّالين، تاسعهم قائمهم، و هو ظاهرهم و هو باطنهم.
و في الكافي (6) في حديث الراهب الذي أسلم على يد مولانا الكاظم (عليه السلام)، ثم إن الراهب قال: أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت (7) فتبين في الأرض منها أربعة و بقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء، و من يفسّرها؟ قال (عليه السلام): ذاك قائمنا ينزله الله عليه، فيفسره و ينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين و الرسل و المهتدين … .
(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 85 – 86)
—————————————————————————————————————————
1 – كفاية الأثر: 292.
2 – كفاية الأثر: 301.
3 – بحار الأنوار 51: 81، باب ما ورد من الإخبار.
4 – بحار الأنوار 51: 83، ذيل 32، سنن ابن ماجة 2: 1367.
5 – إكمال الدين 1: 281، باب 24، ذيل 31.
6 – الكافي 1: 483.
7 – الحرف هنا بمعنى الجملة كما وقع التعبير من الأئمة (عليه السلام) بفصول الأذان و الإقامة بأنّها خمسة و ثلاثون حرفا و الحروف الأربعة التي قالها عليه السلام في رواية الكافي أوّلها لا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيا، و ثانيها محمّد رسول الله مخلصا، و ثالثها نحن أهل البيت، و رابعها شيعتنا منّا و نحن من رسول الله، و رسول الله من الله بسبب.
أحدث وجهات النظر