الحكم بالحق مطلوب کل أحد من آحاد البشر و المساواة فی الحکم بین الصالح و الطالح و بین الوضیع و الشریف بغیة الجماهیر و منیة الابرار فی الازمنة السابقة و السالفة و لا یحصل ذلک الا فی زمن المهدی علیه السلام و لنا فرض فی طلب الفرجه من الله له علیه السلام.
روي في كمال الدين (1) بإسناده، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله: سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، (يعني مسجد مكة) يعلم أهل مكة أنّه لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم، عليهم السيوف، مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة، فيبعث الله تبارك و تعالى ريحا، فتنادي بكل واد: هذا المهدي يقضي بقضاء داود و سليمان عليهما السلام و لا يريد عليه بينة.
و فيه أيضا (2) عنه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قام القائم (عليه السلام)، لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه، صالح هو أم طالح، لأن فيه آية للمتوسمين و هي بسبيل مقيم.
و في البحار (3) عن كتاب الغيبة للسيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف و هو قضاء آدم فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثمّ يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممّن قد ضرب قدامه بالسيف، وهو قضاء داود (عليه
السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممّن قد ضرب قدامه بالسيف و هو قضاء إبراهيم (عليه السلام)، فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثمّ يقضي الرابعة و هو قضاء محمّد (صلى الله عليه و آله) فلا ينكرها أحد عليه. و حكمه بالباطن بمقتضى علمه صلوات الله عليه.
في البحار (4) عن النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: بينا الرجل على رأس القائم يأمره و ينهاه إذ قال: أديروه فيديرونه إلى قدامه، فيأمر بضرب عنقه فلا يبقى في الخافقين شئ إلا خافه.
و عن إرشاد الديلمي (5) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه و آله) حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه و يخبر كلّ قوم بما استبطنوه، و يعرف وليه من عدوه بالتّوسّم، قال الله سبحانه: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين و إنّها لبسبيل مقيم).
و عن عبدالله بن المغيرة (6) عنه عليه السلام قال: إذا قام القائم أقام خمس مائة من قريش فضرب أعناقهم. ثم أقام خمس مائة أخرى، حتى يفعل ذلك ستّ مرّات. قلت: و يبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال عليه السلام: نعم منهم و من مواليهم.
و عنه عليه السلام (7) قال: إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه، و حوّل المقام إلى الموضع الّذي كان فيه، و قطع أيدي بني شيبة، و علّقها على باب الكعبة، و كتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة.

(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 80 – 82)

——————————————————
1 – إكمال الدين : 2 / 671 باب 58 ذيل 19 .
2 – إكمال الدين : 2 / 671 باب 58 ذيل 20 .
3 – بحار الأنوار : 52 / 389 باب 27 ذيل 207 .
4 – بحار الأنوار : 52 / 355 باب 27 ذيل 117 .
5 – بحار الأنوار : 52 / 339 باب 27 ذيل 86 .
6 – بحار الأنوار : 52 / 338 باب 27 ذيل 79 .
7 – بحار الأنوار : 52 / 338 باب 27 ذيل 80 .