إن الحديث عن الإمام المهدي عليه السلام حديث في غاية الأهميّة من حيث كونه مسألة عقائديّة لها كامل الصلة بالإسلام والمسلمين بل أن قضيّة المهدي (عجل الله فرجه) لها صلة وثيقة بجميع تفاصيل ودقائق الصراع الدائر بين الحق والباطل فهي ثابتة وجدانية لا غبار ولا غموض فيها.
فإن الإمام المهدي عليه السلام شخصية إسلامية ذات أبعاد رئيسية داخلة في صميم الإسلام.

وليس كما زعم بعض الكتاب المنحرفين بأنها أسطورة جاء بها الشيعة تسلية لأنفسهم المضطهدة وترويحاً عن قلوبهم المجروحة من جراء المصائب والملمات التي أصابتهم على مدى التاريخ.
أو كما تصوّرها البعض من أنّها خرافة اختلقها القصّاصون وألصقوها بالإسلام.
أو أنّها مهزلة تاريخية يستهزئ بها المعاند والمستهتر.
وليس كما ذكرها بعض من ادّعى الفلسفة من أنها فكرة أو نظريّة اختمرت في أذهان الشيعة تخفيفاً أو تخديراً للآلام الّتي يشعرون بها من سوء تصرفات سلاطين الجور.
كلّا… هي حقيقة إلهيّة واقعيّة جديرة بالاهتمام، لأنّها امتداد للإسلام والقرآن. فقد بشّر بها القرآن الكريم وتحدّث عنها سيّد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله في عدّة مناسبات، وبشّر بها الأئمّة المعصومون عليهم السلام الأمّة الإسلاميّة جمعاء.
فحري بأئمّة الحديث وأعلام التّاريخ، ورجالات المعرفة أن يكتبوا ويؤلّفوا حول هذه الحقيقة الإلهيّة لتنوير النّاس واخراج النّاس من التيه الّذي يعيشه بعضهم.
فالإمام المهدي عليه السلام هو محط أنظار الأمم ومعقد آمال الشعوب ومهوى أفئدة الأجيال.

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)