السیّدة حکیمةهی من أجلّ نساء زمانها وأکرمهنّ – بنت الإمام الجواد وأخت الإمام الهادي وعمة الإمام العسکري – قد حضرت ولادة المهدي ورأت المولود ساعة تفتّح عینیه لنور الحیاة، ثم رأته بعد ذلک مراراً، ونقل عنها أنّها قالت:
وُلد السید مختوناً، ولم أرَ بأمّه دماً في نفاسها. (ینابیع المودّة 3: 113)
وقالت:
وُلد علیه السلام وقت طلوع الفجر، فتباشرَ أهل الدار بذلک. (الارشاد للمفید: 330)

ثم حکت القصة بالتفصیل التالي قائلة: بعث إليّ أبو محمد علیه السلام فقال: یا عمّة! اجعلی إفطارک عندنا هذه اللیلة. إنّ الله تبارک وتعالی سیظهر حجّته في أرضه. فقلت له: ومَن أمّه؟ قال: نرجس. قلت: جعلنی الله فداک، والله ما بها أثر! فقال هو ما أقول لک.
و تابعت: فجئتٌ فسلّمت وجلستُ، وجاءت نرجس تنزع خفيٌّ وقالت لي: یا سیّدتي وسیّدة أهلي. فأفکرت قولي وقالت: ما هذا یاعمّة؟ فقلت لها: یا بنیّة، إن الله تبارک وتعالی سیهب لکِ في لیلتک هذه غلاماً سیّداً في الدنیا و الآخرة، فخجلت واستحیت.
فلمّا أن فرغتُ من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت. ولمّا کان في جوف اللیل قمت الی الصلاة، ففرغت من صلاتي ونرجس نائمة لیس بها حادثة. ثمّ جلستُ معقّةً، ثمّ اضطجعت فانتهبت هي فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت وصلّت ونامت …
وجرجتُ أتفقد الفجر، إذا أنا بالفجر الکاذب کذَنَبِ السرحان وهي نائمة، فدخلني الشّکّ، فصاح بي أبو محمد من المجلس قائلاً: لا تعجلي یا عمّة فهناک الأمر قد قَرُب. فجلست وقرأتُ ألم السجدة ویس. فبینما أنا کذلک انتهبتّ نّ الله وحده لا شریک له، وأنّ محمداً رسول الله. ثمّ صلّی علی أمیر المؤمنین والأئمّة علیهم السلام ألی أن وقف علی أبیه وأحجم. ثمّ قال أبو محمد: یاعمّة، اذهبي به الی أمّه، فذهبتَ به ألیها. وقال أبو محمد: یا عمّة إذا کان الیوم السابع فأتینا. (الغیبة للطوسي: 141 و ینابیع المودّة 3: 113 و بحارالانوار 51: 2 و 12)
هذا، وقد حکی التاریخ أیضاً أنّ والده استدعی قابلة أخری من غیر أقربائه ومن غیر شیعته، لتحضر مولوده وتری شخصه، و لتُعمّم الخبر بین جاراتها و أترابها فیزول الشکّ بولادته. (الغیبة للطوسي: 144 و ینابیع المودّة 3: 36 و 136 و بحارالانوار 51: 293)
وقیل إنّ أباه ضاعف لهذه القابلة الأخر کثیراً وأوصاها بالکتمان، وهو یعلم أنّها سذیع الخبر وستشهد بما رأت و بما سمعت؛ سُئلت عن ذلک أم لم تُسأل …

(یوم الخلاص؛ کامل سلیمان : 63 – 64)