هو صلوات الله عليه يخاف من الاعداء من القتل قبل حصول الاصلاح فی العالم لان وظیفته بین جمیع الانبیاء و الاوصیاء الاصلاح فی العالم و بذلک بشّروا الانبیاء و الاولیاء من زمن آدم الی محمد صلی الله علیه و آله و لو یقُتل علیه السلام ابطل جمیع البشاراة من الله أو الانبیاء علیهم السلام و لذلک حفظ وجوده الشریف من اعظم وظائفه و ان یظهر علیه السلام ارتفع ذلک الخوف و لنا فی نصرته و اعانته فرض من الله تعالی و الدعاء لفرجه من اظهر وجود نصرته علیه السلام.
في الكافي (1) بإسناده عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للقائم (عليه السلام) غيبة قبل أن يقوم. قلت: و لم؟ قال: إنه يخاف، و أومى بيده إلى بطنه يعني القتل.
و في حديث آخر (2) عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم. قال: قلت: و لم؟ قال: يخاف و أومى بيده إلى بطنه. ثم قال: يا زرارة! و هو المنتظر، و هو الذي يشك في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، و منهم من يقول: حمل، و منهم من يقول: إنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين، غير أن الله عزّ و جلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة. فعند ذلك يرتاب المبطلون. قال: قلت: جعلت فداك! إن أدركت ذلك الزمان أي شئ أعمل؟ قال (عليه السلام): يا زرارة! إذا أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: “اللهم عرّفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك، لم أعرف نبيك، اللهم عرّفني رسولك، فإنك إن لم تعرّفني رسولك، لم أعرف حجّتك، اللهم عرّفني حجّتك، فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك، ضللت عن ديني”.
قد ورد هذا الدعاء في حديث آخر (3) هكذا: “اللهم عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك، لم أعرفك، اللّهم عرّفني نبيّك، فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك، لم أعرفه قطّ، اللّهم عرّفني حجّتك، فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك، ضللت عن ديني”.
و في الكافي (4) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له و أنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك، و لا تضل أولئك (5) بعد إذ هديتهم … . و قد ورد عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنّه قال: هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه.
و في كمال الدين (6) بإسناده، عن سيّد العابدين (عليه السلام): في القائم سنّة من سبعة أنبياء: سنّة من أبينا آدم (عليه السلام) و سنّة من نوح، و سنّة من إبراهيم، و سنّة من موسى، و سنّة من عيسى، و سنّة من أيوب، و سنّة من محمّد صلوات الله عليهم، فأمّا من آدم و نوح فطول العمر، و أمّا من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال النّاس، و أمّا من موسى (عليه السلام) فالخوف و الغيبة، و أمّا من عيسى فاختلاف الناس فيه، و أمّا من أيوب (عليه السلام) فالفرج بعد البلوى، و أمّا من محمّد فالخروج بالسيف.
و فيه (7) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء (عليهم السلام) سنّة من موسى، و سنّة من عيسى، و سنّة من يوسف، و سنّة من محمّد (صلى الله عليه و آله)، فأمّا من موسى فخائف يترقّب، و أمّا من يوسف فالسجن، و أمّا من عيسى فيقال إنه مات و لم يمت، و أمّا من محمّد (صلى الله عليه و آله) فالسيف.
و فيه (8) عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: إذا قام القائم (عليه السلام)، قال: (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما و جعلني من المرسلين).
و فيه (9) بإسناده عن زرارة قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم. قلت: و لم ذلك جعلت فداك؟ قال: يخاف و أشار بيده إلى بطنه و عنقه … .
و في كتاب المحجة (10) عن الصادق (عليه السلام) في تفسير قول الله عزّ و جلّ: (وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم و ليبدّلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) (11) قال (عليه السلام): القائم و أصحابه.

(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 83 – 85)

——————————————————————-

1 – الكافي 1: 338، باب في الغيبة، ح 9.
2 – الكافي 1: 337، باب في الغيبة، ح 5.
3 – بحار الأنوار 53: 187، ح 18.
4 – الكافي 1: 339، باب في الغيبة، ح 13.
5 – في نسخة ثانية: أولياءك.
6 – إكمال الدين 1: 322، باب 31، ذيل 3.
7 – إكمال الدين 1: 326، باب 32، ذيل 6.
8 – إكمال الدين 1: 328، باب 23، ذيل 10.
9 – إكمال الدين 2: 346، ذيل 32.
10 – المحجة: 742.
11 – سورة النور: 55.