تشرّف رجل آخر من أهل البحرين بخدمته عليه السّلام و فيها ذكر قصّة ظريفة:
و فيه و عن المولى المتقي المذكور قال حدثني ثقة صالح من أهل العلم من سادات شولستان عن رجل ثقة أنه قال اتفق في هذه السنين أن جماعة من أهل بحرين عزموا على إطعام جمع من المؤمنين على التناوب فأطعموا حتى بلغ النوبة إلى رجل منهم لم يكن عنده شيء فاغتم لذلك و كثر حزنه و همه فاتفق أنه خرج ليلة إلى الصحراء فإذا بشخص قد وافاه و قال له: اذهب إلى التاجر الفلاني و قل: يقول لك محمد بن الحسن أعطني الاثنا عشر دينارا التي نذرتها لنا فخذها منه و أنفقها في ضيافتك فذهب الرجل إلى ذلك التاجر و بلغه رسالة الشخص المذكور.
فقال التاجر: قال لك ذلك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحريني: نعم. فقال: عرفته. فقال: لا. فقال التاجر: هو صاحب الزمان علیه السلام و هذه الدنانير نذرتها له.
فأكرم الرجل و أعطاه المبلغ المذكور و سأله الدعاء و قال له: لما قبل نذري أرجو منك أن تعطيني منه نصف دينار و أعطيك عوضه فجاء البحريني و أنفق المبلغ في مصرفه و قال: ذلك الثقة إني سمعت القصة عن البحريني بواسطتين.
و مما استطرفناه من هذا الكتاب و يناسب المقصود أن المؤلف ذكر في باب من رأى أربع عشرة حكاية ذكرنا منها اثنتين و إحدى عشرة منها موجودة في البحار و ذكر في الرابعة عشر قصة عجيبة.
قال يقول المؤلف الضعيف محمد باقر الشريف إن في سنة ألف و مائة و ثلاث و سبعين كنت في طريق مكة المعظمة صاحبت رجلا ورعا موثقا يسمى حاج عبد الغفور في ما بين الحرمين و هو من تجار تبريز يسكن في اليزد و قد حج قبل ذلك ثلاث مرات و بني في هذا السفر على مجاورة بيت الله سنتين ليدرك فيض الحج ثلاث سنين متوالية.
ثم بعد ذلك في سنة ألف و مائة و ستة و سبعين حين معاودتي من زيارة المشهد الرضوي على صاحبه السلام رأيته أيضا في اليزد و قد مر في رجوعه من مكة بعد ثلاث حجات إلى بندر صورت من بنادر هند لحاجة له و رجع في سنة إلى بيته فذكر لي عند اللقاء إني سمعت من مير أبو طالب أن في السنة الماضية جاء مكتوب من سلطان الأفرنج إلى الرئيس الذي يسكن بندر بمبئي من جانبه و يعرف بجندر أن في هذا الوقت ورد علينا رجلان عليهما لباس الصوف و يدعي أحدهما أن عمره سبعمائة و خمسين سنة و الآخر سبعمائة سنة و يقولان بعثنا صاحب الأمر علیه السلام لندعوكم إلى دين محمد المصطفى علیه السلام و يقولون إن لم تقبلوا دعوتنا و لم تتدينوا بديننا يغرق البحر بلادكم بعد ثمان أو عشر سنين و الترديد من الحاج المذكور و قد أمرنا بقتلهما فلم يعمل فيهما الحديد و وضعناهما على الأثواب و قيناره «1» فلم يحترقا فشددنا أيديهما و أرجلهما و ألقيناهما في البحر فخرجا منه سالمين.
و كتب إلى الرئيس أن يتفحص في أرباب مذاهب الإسلام و اليهود و المجوس و النصارى و أنهم هل رأوا ظهور صاحب الأمر علیه السلام في آخر الزمان في كتبهم أم لا.
قال الحاج المزبور و قد سألت من قسيس كان في بندر صورت عن صحة المكاتبة المذكورة فذكر لي كما سمعت و سلالة النجباء مير أبو طالب و ميرزا بزرك الإيراني و هم الآن من وجوه معارف البندر المذكور نقلا لي كما ذكرت و بالجملة الخبر مشهور منتشر في تلك البلدة و الله العالم.
(الجنة المأوی؛ للمحدث النوری [1254 – 1320 ق])
__________________________________________________
(1) كذا في الأصل المطبوع.
أحدث وجهات النظر