هو صلوات الله علیه من ابتداء ولادته (255 ق) الی زمن زمن الغبیة الکبری رآه جم غفیر من الثقات و الصادقین من الخاصة و العامة و حتی رآه بعض الاعداء و ذکروه ارباب التراجم و التواریخ مملوّة من هذه الاخبار و منها ما رواه الشيخ الصدوق فی إكمال الدين بهذا السند:
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوَالُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ مَهْزِيَارَ «1» يَقُولُ: كُنْتُ نَائِماً فِي مَرْقَدِي إِذْ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَائِلًا يَقُولُ لِي حُجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَإِنَّكَ تَلْقَى صَاحِبَ زَمَانِكَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ: فَانْتَبَهْتُ فَرِحاً مَسْرُوراً فَمَا زِلْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ وَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنِ الْحَاجِّ فَوَجَدْتُ رِفْقَةً تُرِيدُ الْخُرُوجَ فَبَادَرْتُ مَعَ أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ حَتَّى خَرَجُوا وَ خَرَجْتُ بِخُرُوجِهِمْ أُرِيدُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا وَافَيْتُهَا نَزَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِي وَ سَلَّمْتُ مَتَاعِي إِلَى ثِقَاتِ إِخْوَانِي وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْ آلِ أَبِي مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ فَلَمْ أَجِدْ أَثَراً وَ لَا سَمِعْتُ خَبَراً وَ خَرَجْتُ فِي أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ أُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا دَخَلْتُهَا لَمْ أَتَمَالَكْ أَنْ نَزَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِي وَ سَلَّمْتُ رَحْلِي إِلَى ثِقَاتِ إِخْوَانِي وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنِ الْخَبَرِ وَ أَقْفُو الْأَثَرَ فَلَا خَبَراً سَمِعْتُ وَ لَا أَثَراً وَجَدْتُ فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ نَفَرَ النَّاسُ إِلَى مَكَّةَ وَ خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ حَتَّى وَافَيْتُ مَكَّةَ وَ نَزَلْتُ وَ اسْتَوْثَقْتُ مِنْ رَحْلِي وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْ آلِ أَبِي مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَلَمْ أَسْمَعْ خَبَراً وَ لَا وَجَدْتُ أَثَراً فَمَا زِلْتُ بَيْنَ الْإِيَاسِ وَ الرَّجَاءِ مُتَفَكِّراً فِي أَمْرِي وَ عَاتِباً عَلَى نَفْسِي وَ قَدْ جَنَّ اللَّيْلُ وَ أَرَدْتُ أَنْ يَخْلُوَ لِي وَجْهُ الْكَعْبَةِ لِأَطُوفَ بِهَا وَ أَسْأَلَ اللَّهَ يُعَرِّفُنِي أَمَلِي فِيهَا فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ وَ قَدْ خَلَا لِي وَجْهُ الْكَعْبَةِ إِذْ قُمْتُ إِلَى الطَّوَافِ فَإِذَا أَنَا بِفَتًى مَلِيحِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرَّوْحِ مُتَرَدٍّ «2» بِبُرْدَةٍ مُتَّشَحٍ بِأُخْرَى وَ قَدْ عَطَفَ بِرِدَائِهِ عَلَى‏ عَاتِقِهِ فَحَرَّكْتُهُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الْأَهْوَازِ. فَقَالَ: أَ تَعْرِفُ بِهَا ابْنَ الْخَضِيبِ؟ فَقُلْتُ: رَحِمَهُ اللَّهُ دُعِيَ فَأَجَابَ. فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ! فَلَقَدْ كَانَ بِالنَّهَارِ صَائِماً وَ بِاللَّيْلِ قَائِماً وَ لِلْقُرْآنِ تَالِياً وَ لَنَا مُوَالِياً أَ تَعْرِفُ بِهَا عَلِيَّ بْنَ مَهْزِيَارَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ. فَقَالَ: أَهْلًا وَ سَهْلًا بِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ! أَ تَعْرِفُ الضَّرِيحَيْنِ «3»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَ مَنْ هُمَا؟ قُلْتُ: مُحَمَّدٌ وَ مُوسَى. قَالَ: وَ مَا فَعَلْتَ الْعَلَامَةَ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ علیه السلام؟ فَقُلْتُ: مَعِي. قَالَ: أَخْرِجْهَا إِلَيَّ. فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ خَاتَماً حَسَناً عَلَى فَصِّهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى بُكَاءً طَوِيلًا وَ هُوَ يَقُولُ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! فَلَقَدْ كُنْتَ إِمَاماً عَادِلًا ابْنَ أَئِمَّةٍ أَبَا إِمَامٍ أَسْكَنَكَ اللَّهُ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى مَعَ آبَائِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ صِرْ إِلَى رَحْلِكَ وَ كُنْ عَلَى أُهْبَةِ السَّفَرِ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ الثُّلُثُ مِنَ اللَّيْلِ وَ بَقِيَ الثُّلُثَانِ فَالْحَقْ بِنَا فَإِنَّكَ تَرَى مُنَاكَ. قَالَ ابْنُ مَهْزِيَارَ: فَانْصَرَفْتُ إِلَى رَحْلِي أُطِيلُ الْفِكْرَ حَتَّى إِذَا هَجَمَ الْوَقْتُ فَقُمْتُ إِلَى رَحْلِي فَأَصْلَحْتُهُ وَ قَدَّمْتُ رَاحِلَتِي فَحَمَلْتُهَا وَ صِرْتُ فِي مَتْنِهَا حَتَّى لَحِقْتُ الشِّعْبَ فَإِذَا أَنَا بِالْفَتَى هُنَاكَ يَقُولُ: أَهْلًا وَ سَهْلًا يَا أَبَا الْحَسَنِ! طُوبَى لَكَ فَقَدْ أُذِنَ لَكَ فَسَارَ وَ سِرْتُ بِسَيْرِهِ حَتَّى جَازَ بِي عَرَفَاتٍ وَ مِنًى وَ صِرْتُ فِي أَسْفَلِ ذِرْوَةِ الطَّائِفِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْحَسَنِ! انْزِلْ وَ خُذْ فِي أُهْبَةِ الصَّلَاةِ فَنَزَلَ وَ نَزَلْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ فَرَغْتُ ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ أَوْجِزْ فَأَوْجَزْتُ فِيهَا وَ سَلَّمَ وَ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ ثُمَّ رَكِبَ وَ أَمَرَنِي بِالرُّكُوبِ ثُمَّ سَارَ وَ سِرْتُ بِسَيْرِهِ حَتَّى عَلَا الذِّرْوَةَ فَقَالَ: الْمَحْ هَلْ تَرَى شَيْئاً؟ فَلَمَحْتُ فَرَأَيْتُ بُقْعَةً نَزِهَةً كَثِيرَةَ الْعُشْبِ وَ الْكَلَإِ. فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي! أَرَى بُقْعَةً كَثِيرَةَ الْعُشْبِ وَ الْكَلَإِ. فَقَالَ لِي: هَلْ فِي أَعْلَاهَا شَيْ‏ءٌ؟ فَلَمَحْتُ فَإِذَا أَنَا بِكَثِيبِ رَمْلٍ فَوْقَهُ بَيْتٌ مِنْ شَعْرٍ يَتَوَقَّدُ نُوراً فَقَالَ لِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً؟ فَقُلْتُ: أَرَى كَذَا وَ كَذَا. فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ مَهْزِيَارَ طِبْ نَفْساً وَ قَرَّ عَيْناً فَإِنَّ هُنَاكَ‏أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ ثُمَّ قَالَ لِيَ: انْطَلِقْ بِنَا فَسَارَ وَ سِرْتُ حَتَّى صَارَ فِي أَسْفَلِ الذِّرْوَةِ ثُمَّ قَالَ لِي: انْزِلْ فَهَاهُنَا يَذِلُّ كُلُّ صَعْبٍ فَنَزَلَ وَ نَزَلْتُ حَتَّى قَالَ لِي: يَا ابْنَ مَهْزِيَارَ خَلِّ عَنْ زِمَامِ الرَّاحِلَةِ؟ فَقُلْتُ: عَلَى مَنْ أُخَلِّفُهَا وَ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ! فَقَالَ: إِنَّ هَذَا حَرَمٌ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا وَلِيٌّ وَ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا وَلِيٌّ. فَخَلَّيْتُ عَنِ الرَّاحِلَةِ وَ سَارَ وَ سِرْتُ مَعَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْخِبَاءِ سَبَقَنِي وَ قَالَ لِي: هُنَاكَ إِلَى أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ فَمَا كَانَ إِلَّا هُنَيْئَةً فَخَرَجَ إِلَيَّ وَ هُوَ يَقُولُ: طُوبَى لَكَ! فَقَدْ أُعْطِيتَ سُؤْلَكَ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى نَمَطٍ عَلَيْهِ نَطْعُ أَدَمٍ أَحْمَرَ مُتَّكِئٌ عَلَى مِسْوَرَةِ أَدَمٍ، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ وَ لَمَحْتُهُ فَرَأَيْتُ وَجْهاً مِثْلَ فِلْقَةِ قَمَرٍ لَا بِالْخَرِقِ وَ لَا بِالنَّزِقِ وَ لَا بِالطَّوِيلِ الشَّامِخِ وَ لَا بِالْقَصِيرِ اللَّاصِقِ مَمْدُودَ الْقَامَةِ صَلْتَ الْجَبِينِ أَزَجَّ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَقْنَى الْأَنْفِ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ عَلَى خَدِّهِ الْأَيْمَنِ خَالٌ فَلَمَّا أَنَا بَصُرْتُ بِهِ حَارَ عَقْلِي فِي نَعْتِهِ وَ صِفَتِهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ مَهْزِيَارَ! كَيْفَ خَلَّفْتَ إِخْوَانَكَ بِالْعِرَاقِ؟ قُلْتُ: فِي ضَنْكِ عَيْشٍ وَ هَنَاةٍ قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِمْ سُيُوفُ بَنِي الشَّيْصَبَانِ. فَقَالَ: قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ كَأَنِّي بِالْقَوْمِ وَ قَدْ قُتِلُوا فِي دِيَارِهِمْ وَ أَخَذَهُمْ أَمْرُ رَبِّهِمْ لَيْلًا أَوْ نَهَاراً. فَقُلْتُ: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِذَا حِيلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ سَبِيلِ الْكَعْبَةِ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُمْ بَرَاءٌ وَ ظَهَرَتِ الْحُمْرَةُ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثاً فِيهَا أَعْمِدَةٌ كَأَعْمِدَةِ اللُّجَيْنِ تَتَلَأْلَأُ نُوراً وَ يَخْرُجُ الشروسي مِنْ أرمنية [إِرْمِينِيَّةَ] وَ آذَرْبِيجَانَ يُرِيدُ وَرَاءَ الرَّيِّ الْجَبَلَ الْأَسْوَدَ الْمُتَلَاحِمَ بِالْجَبَلِ الْأَحْمَرِ لَزِيقُ جِبَالِ طَالَقَانَ فَتَكُونُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْمَرْوَزِيِّ وَقْعَةٌ صَيْلَمَانِيَّةٌ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ مِنْهَا الْكَبِيرُ وَ يَظْهَرُ الْقَتْلُ بَيْنَهُمَا فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا خُرُوجَهُ إِلَى الزَّوْرَاءِ فَلَا يَلْبَثُ بِهَا حَتَّى يُوَافِيَ مَاهَانَ ثُمَّ يُوَافِي وَاسِطَ الْعِرَاقِ فَيُقِيمُ بِهَا سَنَةً أَوْ دُونَهَا ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى كُوفَانَ فَتَكُونُ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مِنَ النَّجَفِ إِلَى الْحِيرَةِ إِلَى الْغَرِيِّ وَقْعَةٌ شَدِيدَةٌ تَذْهَلُ مِنْهَا الْعُقُولُ فَعِنْدَهَا يَكُونُ بَوَارُ الْفِئَتَيْنِ وَ عَلَى اللَّهِ حَصَادُ الْبَاقِينَ ثُمَّ تَلَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ «4». فَقُلْتُ: سَيِّدِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مَا الْأَمْرُ؟ قَالَ: نَحْنُ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جُنُودُهُ. قُلْتُ: سَيِّدِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهُ حَانَ الْوَقْتُ؟ قَالَ: وَ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ.
قال العلامة المجلسی تحت هذا الخبر: قوله أ تعرف الضريحين أي البعيدين عن الناس. قال الجوهري: الضريح البعيد و لا يبعد أن يكون بالصاد المهملة فإن الصريح الرجل الخالص النسب.
و النمط ضرب من البسط و لا يبعد أن يكون معرب نمد و المسورة متكأ من أدم و الدعج سواد العين و قيل شدة سواد العين في شدة بياضها و الهناة الشرور و الفساد و الشدائد العظام و الشيصبان اسم الشيطان أي بني العباس الذين هم شرك شيطان.
و الصيلم الأمر الشديد و وقعة صيلمة مستأصلة و ماهان الدينور و نهاوند و قوله: متى يكون ذلك يحتمل أن يكون سؤالا عن قيامه علیه السلام و خروجه و لو كان سؤالا عن انقراض بني العباس فجوابه علیه السلام محمول على ما هو غرضه الأصلي من ظهور دولتهم علیهم السلام.
ثم اعلم أن اختلاف أسماء رواة هذه القصة «5» يحتمل أن يكون اشتباها من الرواة أو يكون وقع لهم جميعا هذه الوقائع المتشابهة و الأظهر أن علي بن مهزيار هو علي بن إبراهيم بن مهزيار نسب إلى جده و هو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور إذ يبعد إدراكه لهذا الزمان و يؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلى جده إن لم يسقط الابن بين الكنية و الاسم.
و أما خبر إبراهيم فيحتمل الاتحاد و التعدد و إن كان الاتحاد أظهر باشتباه النساخ و الرواة و العجب أن محمد بن أبي عبد الله عد فيما مضى محمد بن إبراهيم بن مهزيار ممن رآه علیه السلام و لم يعد أحدا من هؤلاء. ثم اعلم أن اشتمال هذه الأخبار على أن له علیه السلام أخا مسمى بموسى غريب.

(رک: بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج‏52، ص 43-47، ح 32)
__________________________________________________
(1) في المصدر المطبوع ج 2 ص 140 (ط- اسلامية) سند الحديث هكذا: «… عن أبى جعفر محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبى يقول: سمعت جدى إبراهيم ابن مهزيار يقول: كنت نائما» الخ.
و هكذا فيما يأتي في كل المواضع بدل «على بن مهزيار» «إبراهيم بن مهزيار»، هذا مع أنّه يطابق ما مر عن كمال الدين بعينه تحت الرقم 28 يناسب لفظ السند بقوله «سمعت أبى …. يقول: سمعت جدى …. يقول» فيرتفع الخدشة و الاشكال الذي. ذكره المصنّف رحمه اللّه في بيان الخبر. لكن يبقى اشكال آخر، و هو أن النسختين متفقتان في تكنية الرجل بأبي الحسن في كل المواضع و هو كنية عليّ بن مهزيار و أمّا كنية إبراهيم بن مهزيار فهو أبو إسحاق كما يذكر في الحديث السابق المذكور تحت الرقم 28.
فقد يختلج بالبال أن نساخ كتاب كمال الدين فيما بعد المجلسيّ – رحمه اللّه – صححوا ألفاظ الحديث سندا و متنا!! بحيث يطابق الاعتبار، و لكن غفلوا عن تصحيح الكنى و تبديل أبى الحسن بأبي إسحاق!
(2) في المصدر المطبوع ج 2 ص 141: «متزر» و هو الأظهر.
(3) و في المصدر ج 2 ص 142: «الصريحين».
(4) يونس: 24.
(5) يعني القصة المذكورة في هذا الحديث، و الذي مر تحت الرقم 28 حيث ان الذي تشرف بخدمة الامام في هذا الحديث هو عليّ بن مهزيار، و فيما سبق إبراهيم بن مهزيار.