تشابه مولانا المهدی بأيوب النبی بجهات عدیدة:
1- أيوب عليه السلام (1) صبر على البلاء سبع سنين، كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام: و قال الله تعالى ( إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أوّاب).
القائم عليه السلام صبر على البلاء منذ مات أبوه إلى الآن، و لا أدري إلى متى يطول صبره.
2- أيوب عليه السلام نبع له من الأرض عين من الماء أو عينان، قال الله تعالى: (اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب).
القائم عليه السلام نبع له من الأرض عين من الماء و قد مرّ بعض الروايات و الحكايات في ذلك. و نزيدك هنا ملخّص ما نقله القطب الرّاوندي في الخرائج (2) و نقله الفاضل المجلسي في البحار عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي بإسناده، عن أبي سورة أنّه رأى الحجّة (عليه السلام) حين رجوعه عن كربلا، بعد زيارة العرفة، قال أبو سورة: و مشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال: هو ذا منزلي، ثمّ قال (عليه السلام): تمضي أنت إلى ابن الرّازي علي بن يحيى، فتقول له: يعطيك المال بعلامة كذا و كذا في موضع كذا و كذا و مغطّى بكذا. فقلت: من أنت؟ فقال: أنا محمّد بن الحسن ثمّ مشينا حتّى انتهينا إلى النواويس في السحر. فجلس و حفر بيده فإذا الماء قد خرج. و توضّأ ثمّ صلّى ثلاث عشرة ركعة، فمضيت إلى الرازي، فدققت الباب، فقال: من أنت؟ فقلت: أبو سورة. فسمعته يقول: ما لي و لك يا أبا سورة! فلمّا خرج و قصصت عليه القصّة صافحني و قبّل وجهي و مسح يدي على وجهه، ثمّ أدخلني الدّار فأخرج الصّّرّة من عند رجلي السرير، فاستبصر أبو سورة، و تشيّع و كان زيديّا.
3- أيوب عليه السلام أحيى الله عزّ و جلّ له الموتى قال الله تعالى ( و آتيناه أهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا و ذكرى للعابدين).
القائم عليه السلام يحيي الله تعالى له الموتى و يدلّ على ذلك روايات مستفيضة و في بعض الكتب عن الصادق (عليه السلام) أنّه إذا ظهر القائم (عليه السلام) أتاه رجل من آذربيجان و في يده عظم من العظام النّخرة، فيقول: إنّ كنت حجّة الله، فأمر هذا العظم بأن ينطق. فينطق العظم بأمره (عليه السلام)، يقول: إنّي معذّب منذ ألف عام، و أرجو من دعائك أن يخلّصني الله تعالى من العذاب. فيقول الرّجل: هذا سحر. فيصلب بأمره (عليه السلام) و يصبح مصلوبا سبعة أيّام و ينادي: هذا جزاء من نسب معجزة الإمام إلى السحر ثمّ يموت.

(مكيال المكارم، ميرزا محمّد تقي الأصفهاني، 1: 198 – 199)

………………………………………………………………………………
1 – بحار الأنوار 12: 447، ح 9.
2 – الخرائج و الجرائح 1: 471.