علة الغيبة بجميع حيثياتها والاحاطة التامّة بها غير ممكنة بل مستحيلة ولا يعلمها إلا الله تعالى والمعصومون عليهم السلام.
ورد عن الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عزّ وجلّ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم.
ولكن بالتّتبع والاستمارة باحاديث المعصومين عليهم السلام ذكر للغيبة علل تقريبة أحصاها علمائنا الاعلام ومنهم الشيخ الصدوق أعلى الله تعالى مقامه الشريف . نذكر منها:

اختبار الشيعة وتمييزهم.
قال الامام الصادق عليه السلام: والله لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا، ثم يذهب من كل عشرة شيء، ولا يبقى منكم إلا الأندر، ثم تلا هذه الآية:
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين).
فاختبار الشيعة وامتحانهم في غيبة امامهم لتمييز الخلص منهم لهو من أصعب الاختبارات ومن أهل الحكم في غيبة صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام.
وروي عن جابر الجعفي، قال: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى يكون فرجكم؟
فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا، ثم تغربلوا يقولها ثلاثاً حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفو»
وبهذا التعبير ومثله جاءت روايات أهل البيت تترا لتعكس معنى التمحيص والاختبار، من قبيل قولهم عليهم السلام:
الا بعد إياس، أو حتى يشقى من شقي، أو إنما هي محنة من الله، أو حتى يذهب ثلثا الناس أو كمخيض الكحل في العين، أو لتكسرن كسر الزجاج أو لتكسره كسر الفخار.
فعن الطوسي بسنده عن الربيع بن محمد المسلمي قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: والله لتكسرن كسر الزجاج وأن للزجاج يعاد فيعود كما كان، والله لتكسرن كسر الفخار وأن الفخار لا يعود كما كان والله لتميزن والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح.
وعنه أيضاً عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد. يابني، لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، انما هي محنة من الله امتحن الله تعالى بها خلقه.

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)