علة الغيبة بجميع حيثياتها والاحاطة التامّة بها غير ممكنة بل مستحيلة ولا يعلمها إلا الله تعالى والمعصومون عليهم السلام.
ورد عن الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عزّ وجلّ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم.
ولكن بالتّتبع والاستمارة باحاديث المعصومين عليهم السلام ذكر للغيبة علل تقريبة أحصاها علمائنا الاعلام ومنهم الشيخ الصدوق أعلى الله تعالى مقامه الشريف . نذكر منها:

الخوف من القتل.
فقد وردت هذه الحكمة وهي الخوف من القتل في طيات أحاديث أهل البيت عليهم السلام فعن زرارة عن الباقر عليه السلام، قال: «ان للغلام غيبة قبل ظهوره.
قلت: لمَ.
قال: يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه.
قال زرارة: يعني القتل».
لا يقال بان الأمام المهدي وهو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام مع أنهم عاشوا بين الناس وعرضوا أنفسهم للقتل!!
لأن الامام المهدي ليس حاله كحال الأئمة المعصومين عليهم السلام فانهم لو قتل أحدهم كان أحد يقوم مقامه، أما لو قتل الأمام المهدي فمن الذي يقوم مقامه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً فالخوف من القتل يستوجب الغيبة على الأمام عليه السلام مع العلم بأن الخوف المصرح به في الروايات ليس هو الخوف المتعارف عندنا كخيفتنا على أنفسنا من القتل، لأن الامام عليه السلام عنده القتل والشهادة هي أحدى الكرامات التي يفتخر بها ويتوق اليها:
لكنه اذا قتل عليه السلام قبل أن يظهر، فان الأرض ستخلو من الحجة وهذا نقض للغرض وهو غير ممكن.

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)