علة الغيبة بجميع حيثياتها والاحاطة التامّة بها غير ممكنة بل مستحيلة ولا يعلمها إلا الله تعالى والمعصومون عليهم السلام.
ورد عن الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عزّ وجلّ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم.
ولكن بالتّتبع والاستمارة باحاديث المعصومين عليهم السلام ذكر للغيبة علل تقريبة أحصاها علمائنا الاعلام ومنهم الشيخ الصدوق أعلى الله تعالى مقامه الشريف . نذكر منها:

الغيبة سر من أسرار الله لم يؤذن الله لأحد في كشفه.
حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري قال: حدثني أحمد بن عبداله بن جعفر المدائني، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیه السلام) يقول: إن لصاحب الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل. فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم؟ قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد طهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر (علیه السلام) من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى (علیه السلام) إلى وقت افتراقهما.
يا ابن الفضل: إنّ هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى وسر من سرالله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنه عزّ وجلّ حكيم صدّقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف.

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)