تشرّف الشيخ زين الدّين عليّ بن يونس البياضيّ (المتوفی 877) صاحب كتاب «الصراط المستقيم» بخدمته عليه السّلام‏:

في الصراط المستقيم للشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي قال مؤلف هذا الكتاب علي بن محمد بن يونس خرجت مع جماعة تزيد على أربعين رجلا إلى زيارة القاسم بن موسى الكاظم علیه السلام «1» فكنا عن حضرته نحو ميل من الأرض فرأينا فارسا معترضا فظنناه يريد أخذ ما معنا فخبينا ما خفنا عليه.
فلما وصلنا رأينا آثار فرسه و لم نره فنظرنا ما حول القبلة فلم نر أحدا فتعجبنا من ذلك مع استواء الأرض و حضور الشمس و عدم المانع فلا يمتنع أن يكون هو الإمام علیه السلام أو أحد الأبدال.
قلت: و هذا الشيخ جليل القدر عظيم الشأن صاحب المصنفات الرائقة وصفه الشيخ إبراهيم الكفعمي في بعض كلماته في ذكر الكتب التي ينقل عنها بقوله و من ذلك زبدة البيان و إنسان الإنسان المنتزع من مجمع البيان جمع الإمام العلامة فريد الدهر و وحيد العصر مهبط أنوار الجبروت و فاتح أسرار الملكوت خلاصة الماء و الطين جامع كمالات المتقدمين و المتأخرين بقية الحجج على العالمين الشيخ زين الملة و الحق و الدين علي بن يونس لا أخلى الله الزمان من أنوار شموسه و إيضاح براهينه و دروسه بمحمد و آله علیهم السلام.

(الجنة المأوی؛ للمحدث النوری)
__________________________________________________
(1) هذا القاسم عظيم القدر، جليل الشأن: روى الكليني في الكافي في باب الإشارة و النصّ على أبى الحسن الرضا عليه السلام (راجع ج 1 ص 314) بسند معتبر عن أبي إبراهيم عليه السلام في خبر طويل أنّه قال ليزيد بن سليط: أخبرك يا با عمارة انى خرجت من منزلى فأوصيت الى ابني فلان و أشركت معه بنى في الظاهر، و أوصيته في الباطن [فأفردته وحده‏] و لو كان الامر الى لجعلته في القاسم ابني لحبى إيّاه و رأفتى عليه، و لكن ذلك إلى اللّه عزّ و جلّ يجعله حيث يشاء.
و قال السيّد الجليل عليّ بن طاوس في مصباح الزائر: ذكر زيارة أبرار أولاد الأئمّة عليهم السلام، اذا أردت زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم و العباس بن أمير المؤمنين أو على بن الحسين المقتول بالطف عليهم السلام و من جرى في الحكم مجراهم، تقف على المزور إلخ.
و من الاخبار المشهورة و ان لم نعثر على مأخذها ما روى عن الرضا عليه السلام أنه قال ما معناه: من لم يقدر على زيارتى فليزر أخى القاسم بحلة، و اللّه العالم، منه رحمة اللّه.