كون الداعي لهذا الأمر الجليل مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في درجته يوم القيامة.
ويدل على ذلك ما في كمال الدين عنه (عليه السلام) قال: للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثم قال (عليه السلام): إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه.

وتقريب الاستدلال من وجهين:
أحدهما: أن الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان علامة ثبوت الإيمان وناشئ عن ثبات الداعي على دينه وإذا كان شاكا في صدق هذا الأمر (العياذ بالله) لم يكن داعيا متضرعا لتحققه فيدخل في زمرة الثابتين الموعودين بذلك الثواب، بقوله (عليه السلام): فمن ثبت منهم (الخ).
وثانيهما: إن هذا الدعاء يصير سببا لكمال الإيمان، وثبوته للإنسان، بنجاته من فتن آخر الزمان، كما قال مولانا أبو محمد العسكري لأحمد بن إسحاق القمي (رحمه الله): والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عزّ وجلّ على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، الخبر.
وقد یكون الدعاء له سببا لكون الداعي في درجة أمير المؤمنين (عليه السلام) بواسطة كونه سببا لثبوت الإيمان في زمن غيبة صاحب الزمان (عليه السلام). هذا ومما يؤيد كون هذا الدعاء سببا لكمال الإيمان، أنه من أفراد النصيحة لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مما يوجب استكمال الإيمان:
كما رواه الصدوق (رحمه الله) في مجالسه عن مولانا الكاظم (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وخزن لسانه وكف غضبه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت رسوله (صلى الله عليه وآله) فقد استكمل حقائق الإيمان وأبواب الجنة مفتحة له.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)