كون الداعي له أكرم خلق الله عند النبي (صلى الله عليه وآله). ويدل على ذلك أنّه من إخوان النبي (صلى الله عليه وآله) لوضوح كون إخوانه أكرم الخلق عليه.
– ويؤيده أيضا ما في البحار بإسناده عن رفاعة بن موسى ومعاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ” طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولى وليه، ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي، وذوو ودي ومودتي، وأكرم أمتي علي قال رفاعة: وأكرم خلق الله علي “. انتهى.
ووجه التأييد أن الدعاء لفرجه، وظهوره، وإتمام أمره، من جملة أصناف الاقتداء به.
– كما ورد في حديث ولادته أنه (عليه السلام) دعا لذلك حينئذ، فقال (عليه السلام): اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا.
– وفي كمال الدين عن عبد الله بن جعفر الحميري (رحمه الله) قال: سألت محمد بن عثمان العمروي، فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام، وهو يقول: اللهمّ أنجز لي ما وعدتني.
– وفيه أيضا عنه قال: سمعت محمد بن عثمان العمروي (رحمه الله) يقول رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار، وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائي. المتممة أربعين دخول الجنة بضمانة النبي (صلى الله عليه وآله)
– ويدل على ذلك مضافا إلى ما مر في استيجابه الشفاعة ما رواه الصدوق (رحمه الله) في الخصال مسندا عنه (صلى الله عليه وآله) قال: من يضمن لي خمسا، أضمن له الجنة قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله) النصيحة لله عزّ وجلّ، والنصيحة لرسوله (صلى الله عليه وآله)، والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لدين الله والنصيحة لجماعة المسلمين.
أقول: النصيحة طلب الخير، ولا ريب في حصوله بأصنافه الخمسة بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، لأن بظهوره ينكشف الكرب عن أولياء الله وبه سرور رسول الله (صلى الله عليه وآله) وظهور أحكام كتاب الله، وغلبة دين الله وفرج جماعة المسلمين وفرجهم كما لا يخفى.
(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)
أحدث وجهات النظر