أن المداومة في الدعاء لمولانا (عليه السلام) يكون وسيلة لأن يؤيده الله تعالى في العبادة.
– ويدل عليه ما في عُدّة الدّاعي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: قال سبحانه: إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي فإذا كان عبدي كذلك، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو. أولئك أوليائي حقا أولئك الأبطال حقا.

وتقرير الدلالة أن الدعاء كما دلّت عليه الآيات والروايات من أعظم أقسام العبادات، ولا شك أن أجلّ أنواع الدعاء وأعظمها الدعاء لمن أوجب الله تعالى حقه والدّعاء له على كافة البريّات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات كما أنه لا ريب في أن المراد من الاشتغال بالله هو الاشتغال بعبادة الله فهو الذي يكون المداومة به سببا لأن يؤيده الله في العبادة، ويجعله من أوليائه فينتج أن المواظبة في الدعاء لمولانا الحجة، ومسألة التعجيل في فرجه وظهوره، وكشف غمه، وتحصيل سروره، يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة كما لا يخفى.
فاللازم على كافّة أهل الإيمان أن يهتموا ويواظبوا بذلك في كل مكان وزمان. ومما يناسب ما ذكرناه، ويؤيده ما ذكره الأخ الأعز الإيماني الفاضل المؤيد بالتأييد السبحاني: الآغا ميرزا محمد باقر الأصفهاني، أدام الله تعالى علاه، وآتاه ما يتمناه، في هذه الأيام فإنه قال: رأيت ليلة من هذه الليالي في المنام أو بين اليقظة والمنام، الإمام الهمام مولى الأنام والبدر التمام، وحجة الله على ما فوق الثرى، وما تحت الثرى مولانا الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام، فقال ما معناه: قولوا على المنابر للناس وأمروهم أن يتوبوا ويدعوا في فرج الحجة (عليه السلام) وتعجيل ظهوره ليس هذا الدعاء كصلاة الميت واجبا كفائيا يسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليوميّة الّتي يجب على كل فرد من المكلّفين الإتيان بها إلى آخر ما قال: والله المستعان في كل حال.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)