أنه يكون في ظل الله الممدود، وتنزل عليه الرحمة ما دام مشتغلا بالدعاء لصاحب الزمان. ويدلّ على ذلك ما روي في أصول الكافي بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرّج عنه كربته لم يزل في ظلّ الله الممدود عليه الرّحمة ما كان في ذلك.

أقول: أن الدعاء لذوي الشأن والاحترام يعد من أصناف الإكرام وكذلك التلطّف وإظهار المحبّة يحصل بذلك وكذا تفريج الكرب وكلّ ذلك ممّا لا يريب فيه أحد من أولي الألباب، فإذا دعا المؤمن لمولاه في زمان الغياب وعجزه عن تفريج كربته بسائر الأسباب فاز بما ذكر من الثواب وتقرير ذلك بوجهين:
أحدهما: إنّك قد عرفت ثبوت الأخوة بين الإمام وشيعته بالعقل والنقل وقد دلّ هذا الحديث على ثبوت ذلك الثواب بدعاء المؤمن لأخيه لأن الدعاء كلمة مؤثرة في تفريج الكرب ودفع الشدائد والبليات ومظهرة لمحبة المؤمن أخاه المؤمن في سبيل الله وقد عرفت أيضا تأثير الدعاء في تعجيل ظهور صاحب الزمان بمقتضى ما قدمناه من الروايات.
والثاني: من الوجهين ثبوت ذلك الثواب بالدعاء لمولانا (عليه السلام) بطريق الأولويّة القطعيّة كما لا يخفى على من له أدنى عقل وتدبر من البرية.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)