ثواب نصيحة المؤمن ولنذكر أولا:
بعض ما ورد في ذلك، ثم نبين حصول ذلك بالدعاء في تعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).
– روى في أصول الكافي بإسناد صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب.
– وفيه أيضا بسند صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة.
– وفيه بسند موثق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه.
– وفيه بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عليكم بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه.

إذا سمعت ذلك فنقول: قال بعض الشراح: النصيحة فعل أو كلام يراد بهما الخير للمنصوح. انتهى. وكذا قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في مرآة العقول. ثم قال المجلسي: والمراد بنصيحة المؤمن إرشاده إلى مصالح دينه ودنياه. وتعليمه إذا كان جاهلا، وتنبيهه إذا كان غافلا، والذب عنه وعن أعراضه إذا كان ضعيفا، وتوقيره في صغره وكبره، وترك حسده وغشه، ودفع الضرر عنه، وجلب النفع إليه ولو لم يقبل نصيحته سلك به طريق الرفق حتى يقبلها ولو كانت متعلقة بأمر الدين سلك به طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه المشروع. قال: ويمكن إدخال النصيحة للرسول والأئمة (عليهم السلام) أيضا فيها، لأنهم أفضل المؤمنين. قال: في شرح قوله (عليه السلام) في المشهد والمغيب: أي في وقت حضوره بنحو ما مر وفي غيبته بالكتابة والرسالة، وحفظ عرضه، والدفع عن غيبته، وبالجملة رعاية جميع المصالح له، ودفع المفاسد عنه، على أي وجه كان. انتهى كلامه رفع مقامه، وإنما نقلته بطوله لكونه مؤيّدا لما نذكره إن شاء الله تعالى.
وقد ظهر من جميع ذلك للعارف السالك أن الدعاء بالخير للمؤمن من المصاديق الظاهرة للنصيحة، سواء كان في المشهد، أم كان في المغيب فبالدعاء يدفع الكرب، ويجلب النفع والدعاء توقير للمدعو له، وإحسان إليه.
إذا عرفت ما ذكرناه فنقول: إن مسألة تعجيل الفرج والظهور لمولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه نصيحة لأفضل المؤمنين ونصيحة لجميع المؤمنين.
أمّا الأوّل: فلأن الإمام أفضل المؤمنين، والدعاء في حقه نصيحة له لأنه كلام يراد به الخير له صلوات الله عليه.
وأمّا الثّاني: فلمّا قدّمناه من حصول الفرج والفرح والنصرة والتمكين والتأييد لعامة المؤمنين، ودفع البليات والأمراض، والهموم والغموم عنهم بظهوره (عليه السلام) فمسألة ذلك من الله تعالى نصيحة لهم جميعا

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)