ما يستفاد من الرواية وهو أن الداعي في هذا الأمر يكون خير الناس، لكونه ممن يذاكر بأمرهم (عليهم السلام) فإن المراد من المذاكرة بأمرهم ذكرهم وذكر ما يتعلق بهم، وبشؤونهم، صونا عن انمحاء اسمهم، وانطماس آثارهم إذ لا ريب أن بقاء الدين لا يكون إلا بذلك كما لا يخفى على العارف السالك، وقد ظهر من ذلك كون هذا العمل أفضل من سائر الأعمال المندوبة، خصوصا في زمان الغيبة فتدبر جيدا.

ثم لا يخفى أن من أجلى أنواع الذكر لهم وأفضلها أيضا ذكر صفات مولانا الغائب عن الأبصار، وما له من الخصائص والعلائم والآثار، ليكون تبصرة لأولي الاعتبار.
واعلم أن تلك المكارمة إنما تحصل للمؤمن بالدعاء في حق مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)، إذا كان ذلك في مجامع المؤمنين، فإن في اجتماعهم خصوصيات ليس تحصل إلا به ومن تلك الخصوصيات إحياء أمرهم، وإعلاء كلمتهم ونشر أسمائهم والدعوة إليهم، واتفاق المؤمنين على نصرتهم، والدعاء لهم ولتعجيل فرجهم صلوات الله عليهم أجمعين.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)