هي أن إدخال السرور في قلب المؤمن يوجب زوال الغم عن القلب وحصول السرور وتجده بحيث لا يخفى ويشهد له تقرير الإمام، والسعي في ذلك بنحو مستوفى وهو مع ذلك مقتضى العدل الإلهي ومكافأة حسن صنيع المؤمن إلى أخيه على وجه أوفى.

– ويدلّ على ذلك ما في البحار من كتاب المناقب قال روي عن الحسين بن علي (عليه السلام) أنّه قال: صحّ عندي قول النبي: أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمنين بما لا إثم فيه فإني رأيت غلاما يؤاكل كلبا فقلت له في ذلك، فقال: يا بن رسول الله! إني مغموم، أطلب سرورا بسروره، لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه. فأتى الحسين (عليه السلام) إلى صاحبه بمأتي دينار ثمنا له. فقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال. فقال (عليه السلام): وأنا قد وهبت لك المال قال قبلت المال ووهبته للغلام فقال الحسين (عليه السلام) أعتقت الغلام، ووهبت له جميعا. فقالت امرأته: قد أسلمت ووهبت زوجي مهري. فقال اليهودي وأنا أيضا أسلمت، وأعطيتها هذه الدار.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)