درك مثل ثواب عبادة جميع العباد.
– والدليل على ذلك ما روي في تفسير البرهان وغيره مسندا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إنما مثلك مثل قل هو الله أحد، فإن من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين، فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاث مرات فكمن قرأ القرآن كله وكذلك أنت، من أحبك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب جميع العباد.

أقول: وجه الاستشهاد أن المراد بالمحبة اللسانية إظهار الحب القلبي باللسان وبمحبة اليد إظهار الحب القلبي باليد، بما يتمشى بها من الأفعال، فمن دعا في حق مولانا صاحب الزّمان (عليه السلام)، بالفرج والنّصرة حبّا لأمير المؤمنين (عليه السلام)، رافعا يديه إلى السماء ابتهالا إلى الله تعالى ورغبة إليه، صدق في حقّه أنّه محبّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)، مظهر لحبّه بلسانه ويديه. كما أن من أحبّ شخصا، وعلم أن لهذا الشخص ابنا صالحا، مبتلى محبوسا أو مريضا، وأن هذا الشخص محزون غاية الحزن لابتلاء ذلك الولد، بعثه حبه لهذا الشخص على الدعاء في حق ولده، حبا لوالده. ثم إن لإظهار المحبّة باليد أقساما:
منها: نصرة المحبوب، ودفع الأذى عنه، أو عمن يحبه بالسيف، أو غيره من آلات الحرب.
ومنها: النصرة له، ودفع الأذى بالدعاء، ورفع اليدين إلى السماء.
ومنها: كتابة فضائل المحبوب وغيرها، مما يظهر به الحب القلبي كما لا يخفى.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)