الأوقات والحالات التي يتأكد فيها الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) – المقامات المنسوبة إليه ومشاهده ومواقفه المباركة بيمن وقوفه (عليه السلام) فيها كمسجد الكوفة ومسجد السهلة، ومسجد صعصعة، ومسجد جمكران وغيرها لأن عادة أهل المودة جارية على أنّهم إذا شهدوا موقفا من مواقف محبوبهم تذكروا لأخلاقه وتألموا لفراقه، ودعوا في حقه، بل يأنسون بمواقفه ومنزله حبّا له كما قيل:
أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حبّ الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا

وقيل أيضا في هذا المعنى:
ومن مذهبي حب الديار لأهلها * وللناس فيما يعشقون مذاهب
فينبغي للمؤمن المخلص إذا دخل السرداب المبارك أو شهد موقفا من مواقفه الكريمة المشرفة، أن يتذكر صفات مولاه، من صفات الجمال، والجلال، والكمال وما هو فيه من بغي أهل العناد والضلال، ويتفجع غاية التفجع من تصور تلك الأحوال ويسأل من القادر المتعال، أن يسهل فرج مولاه، ويعطيه ما يتمناه، من دفع الأعداء ونصر الأولياء.
هذا: مضافا إلى أن المقامات المذكورة مواقف عبادته ودعائه (عليه السلام)، فينبغي للمؤمن المحب التأسي به في ذلك، فإن الدعاء بتعجيل فرجه، وكشف الكرب عن وجهه من أفضل العبادات وأهم الدعوات.

(مکیال المکارم ؛ ج 2 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)