قَالَ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ نَوَّرَ اللَّهُ مَرْقَدَهُ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ زِيَارَةِ الْعَسْكَرِيَّيْنِ علیهما السلام فَامْضِ إِلَى السِّرْدَابِ الْمُقَدَّسِ وَ قِفْ عَلَى بَابِهِ وَ قُلْ:
إِلَهِي إِنِّي قَدْ وَقَفْتُ عَلَى بَابِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى بُيُوتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ اللَّهُمَّ وَ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ فِي غَيْبَتِهِ كَمَا أَعْتَقِدُهَا فِي حَضْرَتِهِ وَ أَعْلَمُ أَنَّ رُسُلَكَ وَ خُلَفَاءَكَ أَحْيَاءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ يَرَوْنَ مَكَانِي وَ يَسْمَعُونَ كَلَامِي وَ يَرُدُّونَ سَلَامِي عَلَيَّ وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ فَإِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلًا وَ أَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثَانِياً وَ أَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الْإِمَامَ الْمُفْتَرَضَ عَلَيَّ طَاعَتُهُ فِي الدُّخُولِ فِي سَاعَتِي هَذِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَ أَسْتَأْذِنُ مَلَائِكَتَكَ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُطِيعَةِ لَكَ السَّامِعَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيَّتُهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ الْمُبَارَكِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ إِذْنِ رَسُولِهِ وَ إِذْنِ خُلَفَائِهِ وَ إِذْنِ هَذَا الْإِمَامِ وَ بِإِذْنِكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ أَدْخُلُ هَذَا الْبَيْتَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ فَكُونُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ أَعْوَانِي وَ كُونُوا أَنْصَارِي حَتَّى أَدْخُلَ هَذَا الْبَيْتَ وَ أَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُونِ الدَّعَوَاتِ وَ أَعْتَرِفَ لِلَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ لِهَذَا الْإِمَامِ وَ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ
ثُمَّ تَنْزِلُ مُقَدِّماً رِجْلَكَ الْيُمْنَى وَ تَقُولُ:
بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ كَبِّرِ اللَّهَ وَ احْمَدْهُ وَ سَبِّحْهُ وَ هَلِّلْهُ فَإِذَا اسْتَقْرَرْتَ فِيهِ فَقِفْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ قُلْ سَلَامُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ عَلَى مَوْلَايَ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَاحِبِ الضِّيَاءِ وَ النُّورِ وَ الدِّينِ الْمَأْثُورِ وَ اللِّوَاءِ الْمَشْهُورِ وَ الْكِتَابِ الْمَنْشُورِ وَ صَاحِبِ الدُّهُورِ وَ الْعُصُورِ وَ خَلَفِ الْحَسَنِ الْإِمَامِ الْمُؤْتَمَنِ وَ الْقَائِمِ الْمُعْتَمَدِ وَ الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ وَ الْكَهْفِ وَ الْعَضُدِ وَ عِمَادِ الْإِسْلَامِ وَ رُكْنِ الْأَنَامِ وَ مِفْتَاحِ الْكَلَامِ وَ وَلِيِّ الْأَحْكَامِ وَ شَمْسِ الظَّلَامِ وَ بَدْرِ التَّمَامِ وَ نَضْرَةِ الْأَيَّامِ وَ صَاحِبِ الصَّمْصَامِ وَ فَلَّاقِ الْهَامِ وَ الْبَحْرِ الْقَمْقَامِ وَ السَّيِّدِ الْهُمَامِ وَ حُجَّةِ الْخِصَامِ وَ بَابِ الْمَقَامِ لِيَوْمِ الْقِيَامِ وَ السَّلَامُ عَلَى مُفَرِّجِ الْكُرُبَاتِ وَ خَوَّاضِ الْغَمَرَاتِ وَ مُنَفِّسِ الْحَسَرَاتِ وَ بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ صَاحِبِ فَرْضِهِ وَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعِ صِدْقِهِ وَ الْمُنْتَهَى إِلَيْهِ مَوَارِيثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثَارُ الْأَوْصِيَاءِ وَ حُجَّةِ اللَّهِ وَ ابْنِ رَسُولِهِ وَ الْقَيِّمِ مَقَامَهُ وَ وَلِيِّ أَمْرِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ كَمَا انْتَجَبْتَهُ لِعِلْمِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُ لِحُكْمِكَ وَ خَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ وَ جَلَّلْتَهُ بِكَرَامَتِكَ وَ غَشَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ وَ رَبَّيْتَهُ بِنِعْمَتِكَ وَ غَذَّيْتَهُ بِحِكْمَتِكَ وَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ اجْتَبَيْتَهُ لِبَأْسِكَ وَ ارْتَضَيْتَهُ لِقُدْسِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ دَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ الْقَضَايَا بَيْنَ عِبَادِكَ وَ وَعَدْتَهُ أَنْ تَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ وَ تُفَرِّجَ بِهِ عَنِ الْأُمَمِ وَ تُنِيرَ بِعَدْلِهِ الظُّلَمَ وَ تُطْفِئَ بِهِ نِيرَانَ الظُّلَمِ وَ تَقْمَعَ بِهِ حَرَّ الْكُفْرِ وَ آثَارَهُ وَ تُطَهِّرَ بِهِ بِلَادَكَ وَ تَشْفِيَ بِهِ صُدُورَ عِبَادِكَ وَ تَجْمَعَ بِهِ الْمَمَالِكَ كُلَّهَا قَرِيبَهَا وَ بَعِيدَهَا عَزِيزَهَا وَ ذَلِيلَهَا شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا سَهْلَهَا وَ جَبَلَهَا صَبَاهَا وَ دَبُورَهَا شَمَالَهَا وَ جَنُوبَهَا بَرَّهَا وَ بَحْرَهَا حُزُونَهَا وَ وُعُورَهَا يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ تُمَكِّنَ لَهُ فِيهَا وَ تُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى لَا يُشْرِكَ بِكَ شَيْئاً وَ حَتَّى لَا يَبْقَى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ وَ لَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ وَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةً تُظْهِرُ بِهَا حُجَّتَهُ وَ تُوضِحُ بِهَا بَهْجَتَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتَهُ وَ تُؤَيِّدُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَ تُعَظِّمُ بِهَا بُرْهَانَهُ وَ تُشَرِّفُ بِهَا مَكَانَهُ وَ تُعَلِّي بِهَا بُنْيَانَهُ وَ تُعِزُّ بِهَا نَصْرَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا قَدْرَهُ وَ تُسْمِي بِهَا ذِكْرَهُ وَ تُظْهِرُ بِهَا كَلِمَتَهُ وَ تُكْثِرُ بِهَا نُصْرَتَهُ وَ تُعِزُّ بِهَا دَعْوَتَهُ وَ تَزِيدُهُ بِهَا إِكْرَاماً وَ تَجْعَلُهُ لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً وَ تُبَلِّغُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا الْأَوَانِ وَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ أَوَانٍ مِنَّا تَحِيَّةً وَ سَلَاماً لَا يَبْلَى جَدِيدُهُ وَ لَا يَفْنَى عَدِيدُهُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ بِلَادِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلَفَ السَّلَفِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الشَّرَفِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ الْمَعْبُودِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا كَلِمَةَ الْمَحْمُودِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَمْسَ الشُّمُوسِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيَّ الْأَرْضِ وَ مُبِيِّنَ عَيْنِ الْفَرْضِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ وَ الْعَالِيَ الشَّأْنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ الْأَوْصِيَاءِ وَ ابْنَ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُعِزَّ الْأَوْلِيَاءِ وَ مُذِلَّ الْأَعْدَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْوَحِيدُ وَ الْقَائِمُ الرَّشِيدُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْفَرِيدُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُنْتَظَرُ وَ الْحَقُّ الْمُشْتَهَرُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْوَلِيُّ الْمُجْتَبَى وَ الْحَقُّ الْمُنْتَهَى السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُرْتَجَى لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُبِيدُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الطُّغْيَانِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْهَادِمُ لِبُنْيَانِ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ وَ الْحَاصِدُ فُرُوعَ الْغَيِّ وَ الشِّقَاقِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا طَامِسَ آثَارِ الزَّيْغِ وَ الْأَهْوَاءِ وَ قَاطِعَ حَبَائِلِ الْكَذِبِ وَ الْفِتَنِ وَ الِامْتِرَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُؤَمَّلُ لِإِحْيَاءِ الدَّوْلَةِ الشَّرِيفَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا جَامِعَ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحْيِيَ مَعَالِمِ الدِّينِ وَ أَهْلِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَاصِمَ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَجْهَ اللَّهِ الَّذِي لَا يَهْلِكُ وَ لَا يَبْلَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ الْإِيمَانِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْفَتْحِ وَ نَاشِرَ رَايَةِ الْهُدَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُؤَلِّفَ شَمْلِ الصَّلَاحِ وَ الرِّضَا السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا طَالِبَ ثَارِ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الثَّائِرَ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلَاءَ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَنْصُورُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُنْتَظَرُ «1» الْمُجَابُ إِذَا دَعَا السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ الْخَلَائِفِ الْبَرَّ التَّقِيَّ الْبَاقِيَ لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَ ابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الْقَادَةِ الْمُتَّقِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ النُّجَبَاءِ الْأَكْرَمِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْأَصْفِيَاءِ الْمُهْتَدِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ الْخِيَرِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَادَةِ الْبَشَرِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْغَطَارِفَةِ الْأَكْرَمِينَ وَ الْأَطَايِبِ الْمُطَهَّرِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْبَرَرَةِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ الْخَضَارِمَةِ الْأَنْجَبِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْمُنِيرَةِ وَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ قَوَاعِدِ الْعِلْمِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَعَادِنِ الْحِلْمِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْكَوَاكِبِ الزَّاهِرَةِ وَ النُّجُومِ الْبَاهِرَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الشُّمُوسِ الطَّالِعَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْأَقْمَارِ السَّاطِعَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ وَ الْأَعْلَامِ اللَّائِحَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْمَعَالِمِ الْمَأْثُورَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الشَّوَاهِدِ الْمَشْهُودَةِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الْمَوْجُودَةِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَ النَّبَإِ الْعَظِيمِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَاتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَاتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَاتِ وَ النِّعَمِ السَّابِغَاتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ طَهَ وَ الْمُحْكَمَاتِ وَ يَاسِينَ وَ الذَّارِيَاتِ وَ الطُّورِ وَ الْعَادِيَاتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى وَ اقْتَرَبَ مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى أَمْ أَنْتَ بِوَادِي طُوًى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تَرَى الْخَلْقَ وَ لَا تُرَى وَ لَا يُسْمَعُ لَكَ حَسِيسٌ وَ لَا نَجْوَى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تَرَى الْخَلْقَ وَ لَا تُرَى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ الْأَعْدَاءُ بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ مَا غَابَ عَنَّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَازِحٍ مَا نَزَحَ عَنَّا وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ.
ثُمَّ تَرْفَعُ يَدَيْكَ وَ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ كَاشِفُ الْكُرَبِ وَ الْبَلْوَى وَ إِلَيْكَ نَشْكُو فَقْدَ نَبِيِّنَا وَ غَيْبَةَ إِمَامِنَا وَ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّنَا اللَّهُمَّ وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَرِنَا سَيِّدَنَا وَ صَاحِبَنَا وَ إِمَامَنَا وَ مَوْلَانَا صَاحِبَ الزَّمَانِ وَ مَلْجَأَ أَهْلِ عَصْرِنَا وَ مَنْجَى أَهْلِ دَهْرِنَا ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلَالَةِ هَادِياً مِنَ الضَّلَالَةِ مُنْقِذاً مِنَ الْجَهَالَةِ وَ أَظْهِرْ مَعَالِمَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَ أَطِلْ عُمُرَهُ وَ ابْسُطْ جَاهَهُ وَ أَحْيِ أَمْرَهُ وَ أَظْهِرْ نُورَهُ وَ قَرِّبْ بُعْدَهُ وَ أَنْجِزْ وَعْدَهُ وَ أَوْفِ عَهْدَهُ وَ زَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقَائِهِ وَ دَوَامِ مُلْكِهِ وَ عُلُوِّ ارْتِقَائِهِ وَ ارْتِفَاعِهِ وَ أَنِرْ مَشَاهِدَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ أَمِدَّ سُلْطَانَهُ وَ أَعْلِ مَكَانَهُ وَ قَوِّ أَرْكَانَهُ وَ أَرِنَا وَجْهَهُ وَ أَوْضِحْ بَهْجَتَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ أَظْهِرْ كَلِمَتَهُ وَ أَعِزَّ دَعْوَتَهُ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ بَلِّغْهُ يَا رَبِّ مَأْمُولَهُ وَ شَرِّفْ مَقَامَهُ «1» وَ عَظِّمْ إِكْرَامَهُ وَ أَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلِينَ وَ أَذِلَّ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَهْلِكْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَ اكْفِهِ بَغْيَ الْحَاسِدِينَ وَ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكَائِدِينَ وَ ازْجُرْ عَنْهُ إِرَادَةَ الظَّالِمِينَ وَ أَيِّدْهُ بِجُنُودٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَ سَلِّطْهُ عَلَى أَعْدَاءِ دِينِكَ أَجْمَعِينَ وَ اقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ أَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نَارٍ وَقِيدٍ وَ أَنْفِذْ حُكْمَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ أَقِمْ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ سُلْطَانٍ وَ اقْمَعْ بِهِ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ وَ شَرِّفْ بِهِ أَهْلَ الْقُرْآنِ وَ الْإِيمَانِ وَ أَظْهِرْهُ عَلَى كُلِّ الْأَدْيَانِ وَ اكْبِتْ مَنْ عَادَاهُ وَ أَذِلَّ مَنْ نَاوَاهُ وَ اسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَ أَنْكَرَ صِدْقَهُ وَ اسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ وَ أَرَادَ إِخْمَادَ ذِكْرِهِ وَ سَعَى فِي إِطْفَاءِ نُورِهِ اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَ اكْشِفْ بِهِ كُلَّ غُمَّةٍ وَ قَدِّمْ أَمَامَهُ الرُّعْبَ وَ ثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ وَ أَقِمْ بِهِ نُصْرَةَ الْحَرْبِ وَ اجْعَلْهُ الْقَائِمَ الْمُؤَمَّلَ وَ الْوَصِيَّ الْمُفَضَّلَ وَ الْإِمَامَ الْمُنْتَظَرَ وَ الْعَدْلَ الْمُخْتَبَرَ وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ أَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَ اسْتَخْلَفْتَهُ وَ اسْتَرْعَيْتَهُ حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلَى كُلِّ حُكْمٍ وَ يَهْدِيَ بِحَقِّهِ كُلَّ ضَلَالَةٍ وَ احْرُسْهُ اللَّهُمَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْهُ بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَعِزَّهُ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ اجْعَلْنِي يَا إِلَهِي مِنْ عَدَدِهِ وَ مَدَدِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَرْكَانِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ أَذِقْنِي طَعْمَ فَرْحَتِهِ وَ أَلْبِسْنِي ثَوْبَ بَهْجَتِهِ وَ أَحْضِرْنِي مَعَهُ لِبَيْعَتِهِ وَ تَأْكِيدِ عَقْدِهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ عِنْدَ بَيْتِكَ الْحَرَامِ وَ وَفِّقْنِي يَا رَبِّ لِلْقِيَامِ بِطَاعَتِهِ وَ الْمَثْوَى فِي خِدْمَتِهِ وَ الْمَكْثِ فِي دَوْلَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي اللَّهُمَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَاجْعَلْنِي يَا رَبِّ فِيمَنْ يَكُرُّ فِي رَجْعَتِهِ وَ يُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِهِ وَ يَتَمَكَّنُ فِي أَيَّامِهِ وَ يَسْتَظِلُّ تَحْتَ أَعْلَامِهِ وَ يُحْشَرُ فِي زُمْرَتِهِ وَ تَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ بِفَضْلِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ كَرَمِكَ وَ امْتِنَانِكَ إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَ الْمَنِّ الْقَدِيمِ وَ الْإِحْسَانِ الْكَرِيمِ.
ثُمَّ صَلِّ فِي مَكَانِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَ اقْرَأْ فِيهَا مَا شِئْتَ وَ أَهْدِهَا لَهُ علیه السلام فَإِذَا سَلَّمْتَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَسَبِّحْ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قُلِ:
اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامُ حَيِّنَا رَبَّنَا مِنْكَ بِالسَّلَامِ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِيَائِكَ الْإِمَامِ ابْنِ الْأَئِمَّةِ الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْحُجَّةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَلِّغْهُ إِيَّاهَا وَ أَعْطِنِي أَفْضَلَ أَمَلِي وَ رَجَائِي فِيكَ وَ فِي رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ.
فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ دُعَاءٌ مَشْهُورٌ يُدْعَى بِهِ فِي غَيْبَةِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ هُوَ:
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَ لَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي اللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَيْتَنِي بِوَلَايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مِنْ وُلَاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى وَالَيْتُ وُلَاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ عَلِيّاً وَ مُحَمَّداً وَ جَعْفَراً وَ مُوسَى وَ عَلِيّاً وَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَ لَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَ عَافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ ثَبِّتْنِي عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَ بِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَ أَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ كَشْفِ سِرِّهِ فَصَبِّرْنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَ لَا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ وَ لَا الْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ وَ لَا أُنَازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَ لَا أَقُولَ لِمَ وَ كَيْفَ وَ لَا مَا بَالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لَا يَظْهَرُ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَ أُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّهَا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظَاهِراً نَافِذَ الْأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطَانَ وَ الْقُدْرَةَ وَ الْبُرْهَانَ وَ الْحُجَّةَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ فَافْعَلْ بِي ذَلِكَ وَ بِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْكَ وَ آلِهِ ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلَالَةِ هَادِياً مِنَ الضَّلَالَةِ شَافِياً مِنَ الْجَهَالَةِ أَبْرِزْ يَا رَبِّ مَشَاهِدَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تُقِرُّ عَيْنَهُ بِرُؤْيَتِهِ وَ أَقِمْنَا بِخِدْمَتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَ ذَرَأْتَ وَ بَرَأْتَ وَ أَنْشَأْتَ وَ صَوَّرْتَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لَا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَ احْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَ وَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ مُدَّ عُمُرَهُ وَ زِدْ فِي أَجَلِهِ وَ أَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَ اسْتَرْعَيْتَهُ وَ زِدْ فِي كَرَامَتِكَ لَهُ فَإِنَّهُ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ وَ الْقَائِمُ الْمُهْتَدِي وَ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ اللَّهُمَّ وَ لَا تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَ انْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا وَ لَا تُنْسِنَا ذِكْرَهُ وَ انْتِظَارَهُ وَ الْإِيمَانَ بِهِ وَ قُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَ الدُّعَاءَ لَهُ وَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا تُقَنِّطَنَا غَيْبَتُهُ مِنْ قِيَامِهِ وَ يَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَ تَنْزِيلِكَ فَقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ حَتَّى تَسْلُكَ بِنَا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَى وَ الْمَحَجَّةَ الْعُظْمَى وَ الطَّرِيقَةَ الْوُسْطَى وَ قَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَ ثَبِّتْنَا عَلَى مُتَابَعَتِهِ وَ اجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَ لَا تَسْلُبْنَا ذَلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَ لَا عِنْدَ وَفَاتِنَا حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَ نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ لَا شَاكِّينَ وَ لَا نَاكِثِينَ وَ لَا مُرْتَابِينَ وَ لَا مُكَذِّبِينَ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ أَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِيهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِيهِ وَ دَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ وَ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَ اسْتَنْقِذْ بِهِ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ وَ انْعَشْ بِهِ الْبِلَادَ وَ اقْتُلْ بِهِ الْجَبَابِرَةَ وَ الْكَفَرَةَ وَ اقْصِمْ بِهِ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ وَ ذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَ الْكَافِرِينَ وَ أَبِرْ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ جَمِيعَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْمُلْحِدِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ بَرِّهَا وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا حَتَّى لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَ لَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلَادَكَ وَ اشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبَادِكَ وَ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَى مِنْ دِينِكَ وَ أَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَ غُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَ عَلَى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لَا عِوَجَ فِيهِ وَ لَا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرَانَ الْكَافِرِينَ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ ارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ عَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ وَ أَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَ نَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَ عَلَى شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ بَلِّغْهُمْ مِنْ أَيَّامِهِمْ مَا يَأْمُلُونَ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ وَ رِيَاءٍ وَ سُمْعَةٍ حَتَّى لَا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَ لَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا وَ غَيْبَةَ إِمَامِنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا اللَّهُمَّ فَافْرِجْ ذَلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَ إِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهَارِ عَدْلِكَ فِي عِبَادِكَ وَ قَتْلِ أَعْدَائِكَ فِي بِلَادِكَ حَتَّى لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا بَقِيَّةً إِلَّا أَفْنَيْتَهَا وَ لَا قُوَّةً إِلَّا أَوْهَنْتَهَا وَ لَا رُكْناً إِلَّا هَدَمْتَهُ وَ لَا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَهُ وَ لَا سِلَاحاً إِلَّا أَذْلَلْتَهُ وَ لَا رَايَةً إِلَّا نَكَّسْتَهُ وَ لَا شُجَاعاً إِلَّا قَتَلْتَهُ وَ لَا جَيْشاً إِلَّا خَذَلْتَهُ وَ ارْمِهِمْ يَا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَ اضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقَاطِعِ وَ بَأْسِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ وَ عَذِّبْ أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ وَلِيِّكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَ أَيْدِي عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَ حُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَ كَيْدَ مَنْ أَرَادَهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَ اجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَى مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً وَ اقْطَعْ عَنْهُ مَادَّتَهُمْ وَ أَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَ زَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ وَ خُذْهُمْ جَهْرَةً وَ بَغْتَةً وَ شَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ وَ أَخْزِهِمْ فِي عِبَادِكَ وَ الْعَنْهُمْ فِي بِلَادِكَ وَ أَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِكَ وَ أَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِكَ وَ أَصْلِهِمْ نَاراً وَ احْشُ قُبُورَ مَوْتَاهُمْ نَاراً وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَ أَضَلُّوا عِبَادَكَ وَ أَخْرَبُوا بِلَادَكَ اللَّهُمَّ وَ أَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ وَ أَرِنَا نُورَهُ سَرْمَداً لَا لَيْلَ فِيهِ وَ أَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيْتَةَ وَ اشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ وَ اجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ وَ أَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ حَتَّى لَا يَبْقَى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ وَ لَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ وَ اجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ مُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ وَ الْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَ الْمُسَلِّمِينَ لِأَحْكَامِهِ وَ مِمَّنْ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ وَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ وَ تُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَ اجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ لَهُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَ الْغَيْظِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ع فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِي وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ فَائِزاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
(بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج99، ص: 83-92)
أحدث وجهات النظر