النجاة من فتن آخر الزمان والسلامة عن الورود في شبكة الشيطان والدليل على ذلك (مضافا إلى كونه سببا لكمال الإيمان، وأنه سبب لتباعد الشيطان).

– ما رواه رئيس المحدثين في كتاب كمال الدين عن علي بن عبد الله الوراق (رحمه الله) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده. فقال (عليه السلام) لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق! إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض. قال فقلت له: يا بن رسول الله (عليه السلام) فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق! لولا كرامتك على الله عزّ وجلّ وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سميّ رسول الله وكنيه الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما. يا أحمد بن إسحاق! مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفقه فيها للدّعاء بتعجيل فرجه، الخبر.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)