الفوز بشفاعة خير البشر وصاحب الشفاعة الكبرى في المحشر ويدل على ذلك:
– ما رواه رئيس المحدثين في الخصال بإسناده عن مولانا الرضا، قال: حدثني أبي عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده عقوبة.
– وروى العلامة الحلي (رحمه الله) عن النبي (صلى الله عليه وآله) مرسلا أنه قال: إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف، ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا.
– وفي البحار بإسناده عن الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم، والساعي في أمورهم ما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه عندما اضطروا. أقول: لا يخفى صدق ثلاثة من هذه العناوين على الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الأمر، لأنه نوع من النصر، ومحبة لسانية، وقضاء الحاجة.
– ومما يدل على المقصود ما عن العلامة (رحمه الله) في وصاياه لولده، قال: قال الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة، نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا، فإن محمدا (صلى الله عليه وآله) يكلمكم، فينصت الخلائق، فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى نكافيه فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا أي يد أو أي منة أو أي معروف! بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) على جميع الخلائق فيقول (صلى الله عليه وآله): بلى من آوى أحدا من أهل بيتي، أو برهم، أو كساهم من عري، أو أشبع جائعهم، فليقم، حتى أكافيه. فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من قبل الله: يا محمد يا حبيبي! قد جعلت مكافأتهم إليك، فأسكنهم في الجنة حيث شئت، فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
أقول: لا ريب في أن الدعاء بالخير من أقسام البر، فيستحق الداعي بذلك شفاعة سيد البشر، في يوم المحشر، واعلم أن هذا الحديث أيضا مما يدل على ثبوت الشفاعة في زيادة الثواب كما ثبتت في رفع العقاب، فتعقل.
– ويدل على المقصود أيضا ما رواه الصدوق في أماليه بإسناده عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: من أراد التوسل إلي، وأن يكون له عندي يد، أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي، ويدخل السرور عليهم.
أقول: لا ريب في سرور أهل البيت (عليهم السلام) جميعا بالدعاء، في تعجيل فرج صاحب الزمان (عليه السلام) وظهوره، بل يمكن أن يكون من أفراد الصلة لهم صلوات الله عليهم أيضا فتدبر.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)