أنه أداء أجر نبوة النبي (صلى الله عليه وآله) في الجملة ويدل على ذلك قول الله عز وجل في سورة حمعسق *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* وإثبات هذا المرام، يتوقف على ذكر مقدمات مرتبطة بالمقام.
الأولى: أن طلب النبي (صلى الله عليه وآله) شيئا أمر، ولو كان بلفظ السؤال.
الثانية: أن طلبه يقتضي الوجوب بإطلاقه، إلا أن يدل دليل على خلافه.
الثالثة: أن للنبي (صلى الله عليه وآله) حق النبوة على الأمة، فيجب عليهم أداء حقه بقدر استطاعتهم.
الرابعة: أن الله تعالى جعل أجر نبوته الراجع إلى العباد المودة في القربى بحكم الآيات والروايات عن أهل بيت العصمة.
الخامسة: في بيان معنى القربى، وأنه ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) لا غيرهم ورد أقوال العامة.
السادسة: في بيان معنى المودة وأقسامها.
أما المقدمّة الأولى فاعلم أن الأمر على ما هو الحق عند أهل التحقيق هو طلب العالي من الداني إيجاد فعل، سواء كان بلفظ أمرت، أم صيغة إفعل، أم غيرها كان يكون بلفظة السؤال لبعض المصالح، والحكم بمقتضى الحال، أم كان بغير لفظ كالإشارة، والكتابة ونحوهما، والدليل على ما ذكرناه هو التبادر. ألا ترى أنه لو صدر طلب عن شخص جليل بأي لفظ، قيل: أمر فلان بكذا، ولو قال شخص داني: إني آمر بكذا، نسبه العقلاء إلى السفاهة والخرافة وذلك لاختصاص الأمر وضعا بالعالي كاختصاص الدعاء والسؤال وضعا بالداني، واختصاص الالتماس بالمتساوي. وتتبع موارد الاستعمال يشهد لذلك في جميع الأحوال. وأما قوله تعالى حكاية عن فرعون إذ قال لقومه: *(فماذا تأمرون)* حيث نسب إليهم الأمر مع كونه عاليا بالنسبة إليهم، ففيه وجهان على سبيل منع الخلو:
أحدهما: أن يكون المفعول محذوفا أي فماذا تأمرون العساكر؟ وعلى ذلك فاستعمال الأمر في معناه الحقيقي، لعلو الأمراء بالنسبة إلى العساكر.
وثانيهما تنزيلهم – أي المخاطبين – بهذا الخطاب منزلة العالمين مجازا لبعض المناسبات والله العالم.
فظهر بهذه المقدمة أن الطلب الصادر من النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بأي لفظ صدر ولو بلفظ السؤال كما في تلك الآية الشريفة، بأن يكون التعبير عن الأمر بلفظ السؤال، إما تواضعا وهضما لنفسه الشريفة، التي هي مصدر الكمالات الظاهرية والباطنية.
– كما قال (صلى الله عليه وآله) في الحديث النبوي المعروف: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وإما تنزيلا للمخاطبين منزلة العالين رفقا بهم وتلطفا، ليتفيؤوا إلى أمره صلوات الله عليه هذا إذا قلنا باستفادة وجوب المودة عن قوله (صلى الله عليه وآله) *(لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* فإن معناه أن مطلوبي الراجع إلي منكم منحصر في ذلك. ويمكن استفادة الوجوب من خصوص خطاب الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) بقوله *(قل لا أسألكم)* (الخ) الظاهر في وجوب مطالبته هذا الحق منهم عليه (صلى الله عليه وآله) ولو لم يكن أداء هذا الحق واجبا عليهم، لما أوجب مطالبته منهم عليه كما لا يخفى.
المقدمة الثانية قد حققنا في علم أصول الفقه، أن الأمر ظاهر بإطلاقه في الطلب الحتمي بمعنى أن نفس الأمر حقيقة في الطلب وبعبارة أخرى ليس مفاد الأمر إلا الطلب، والطلب المطلق الخالي عن القرائن الحالية، أو المقالية الداخلية أو الخارجية منصرف في العرف إلى الطلب الحتمي، ظاهر فيه. وآية ذلك أنا نرى في الأوامر الصادرة من الموالي إلى العبيد ومن يحذو حذوهم، أن المخاطبين بها لا يتأملون في حتمية تلك الأوامر عليهم بل ينبعثون وينهضون بجبلتهم إلى إيجاد ما أمروا به من دون تأمل في أن ذلك الطلب هل هو حتمي أم لا؟ ونرى أيضا بالعيان أنهم لو لم يفعلوا ذلك أو تأملوا فيه وقعوا في معرض الذم واللوم والعتاب وليس ذلك إلا لما ذكرناه من ظهور الطلب المطلق عند أهل العرف في الطلب الحتمي وانصرافه إلى ذلك من دون حاجة إلى نصب قرينة وجعل علامة بل إرادة خلاف ذلك، يحتاج إلى قرينة حالية أو مقالية، أو دلالة دليل خارج على ذلك ولهذا الوجه يحمل الأوامر الواردة في الشرع على الإيجاب إذا لم يكن قرينة على الاستحباب من دون تأمل وارتياب. نعم إذا ورد أمر بشئ، كان علينا الفحص والتفتيش عن القرائن في سائر الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار إذ كثيرا ما يكون فيها قرائن وشواهد لبعضها الآخر فإن بعضها يكشف عن بعض، وليس ذلك للتأمل في ظهور الطلب المطلق في الإيجاب بل هو لتكثر القرائن والشواهد لخبر وارد في باب في سائر الأبواب، كما أن الأصوليين حكموا بوجوب الفحص عن المخصص، قبل العمل بالعام لكثرة ورود المخصصات في كل مقام، لا للتأمل في ظهور العام كما لا يخفى على أولي الأفهام، فإن وجدنا شاهدا لكون هذا الأمر أمرا ندبيا كان هو الباعث على صرف اللفظ عما هو ظاهر فيه، وإن لم نجد ذلك، لم يكن لنا محيص عن الالتزام بالإيجاب، والله الهادي إلى نهج الصواب.
وبهذه المقدمة ظهر أن الطلب الصادر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الباب بأمر الخالق الوهاب، طلب حتمي بغير ارتياب، كما لا يخفى على أولي الألباب ويشهد له الأحاديث المروية عن الأئمة الأطياب، حيث إنهم استشهدوا بتلك الآية في إثبات الإيجاب.
– ففي تفسير البرهان وغاية المرام عن الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام)، في خطبة له قال: وإنا من أهل بيت افترض الله مودتهم على كل مسلم، حيث يقول: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)*.
– وفي الكتابين بإسناده عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد منهم، فانصرف.
فلما كان من الغد، قام فيهم، فقال مثل ذلك، ثم قام عنهم ثم قال مثل ذلك، في اليوم الثالث، فلم يتكلم أحد فقال: أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة، ولا مطعم ولا مشرب قالوا: فألقه إذا، قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل علي: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* قالوا: أما هذه فنعم. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد بن الأسود الكندي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له البست وزيد ابن أرقم.
المقدمة الثالثة إن للنبي (صلى الله عليه وآله) حق النبوة على الأمة، فيجب عليهم أداء حقه بقدر استطاعتهم فمن لم يؤد فقد ظلم وهذا المطلب غني عن البيان، لأنه من الوضوح بأرفع مكان ضرورة اتفاق ذوي العقول على وجوب أداء حق ذي الحق بفطرة عقولهم، ولا ريب أيضا في أن أعظم الناس حقا هو الرسول (صلى الله عليه وآله)، الباعث على فكاك رقابهم من النار كما لا يخفى على أهل الاعتبار، فيجب أن يكون اهتمامهم في أداء حقه آكد من غيره. ونكتفي في هذا المقام بذكر خبر شريف مروي في غاية المرام من طريق العامة.
– إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أخرج فناد ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله، ألا من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله فنادى بذلك. فدخل عمر وجماعة على النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: هل من تفسير لما نادى؟ قال: نعم إن الله يقول: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* فمن ظلمنا فعليه لعنة الله، ويقول: *(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)* ومن كنت مولاه فعلي مولاه، فمن والى غيره وغير ذريته فعليه لعنة الله، وأشهدكم أنا وعلي أبوا المؤمنين فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله. فلما خرجوا قال عمر: يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي بغدير خم ولا غيره، أشد من تأكيده في يومنا هذا، قال حسان بن الأرت: كان ذلك قبل وفاة رسول الله بتسعة عشر يوما.
المقدمة الرابعة إن الله تعالى جعل أجر نبوته الراجع إلى العباد المودة في القربى، بمقتضى الآية والروايات:
– فمنها: ما في أمالي الصدوق في المجلس 79 (وسنده صحيح) بإسناده عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل، ذكر فيه آيات الاصطفاء، وأنها اثنتا عشرة، إلى أن قال السادسة قول الله جل جلاله: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * وهذه خصوصية للنبي يوم القيامة، وخصوصية للآل دون غيرهم، وذلك أن الله حكى في ذكر نوح في كتابه، يا قوم: * (لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون)*. وحكى عزّ وجلّ عن هود، أنه قال: *(لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون)* وقال عزّ وجلّ لنبيه (صلى الله عليه وآله) قل يا محمد *(لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا. وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل، فيكون بعض أهل بيته عدوا له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحب الله عزّ وجلّ أن لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شئ، ففرض عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه. فأنزل الله هذه الآية على نبيه (صلى الله عليه وآله) *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إن الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد، فقال: أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة، ولا مأكول ولا مشروب، فقالوا: هات إذا، فتلا عليهم هذه الآية، فقالوا: أما هذا فنعم، فما وفى بها أكثرهم، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا، لأن الله عزّ وجلّ يوفي أجر الأنبياء، ومحمّد (صلى الله عليه وآله) فرض الله عز وجل مودّة قرابته على أمّته، وأمره أن يجعل أمره فيهم ليوادوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عزّ وجلّ لهم، فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل. فلمّا أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حده الذي حده الله فقالوا القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته، فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة، فأقربهم من النبي أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها. وما أنصفوا نبي الله في حياطته ورأفته، وما من الله به على أمّته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه، أن لا يودوه في قرابته وذريته وأهل بيته، وأن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس، حفظا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبّا لبنيه، وكيف والقرآن ينطق به، ويدعو إليه، والأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة، والذين فرض الله مودتهم، ووعد الجزاء عليها، أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عزّ وجلّ في هذه الآية *(والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* مفسّرا ومبينا، الخبر.
وبهذا الخبر الشريف ينفتح من العلم أبواب، فتأمّل فيه، كي تهتدي إلى الصواب وبهذه المقدمة تبين أن المودة في القربى أجر النبوة، فيجب أداء ذلك الأجر على جميع الأمة.
المقدمة الخامسة في بيان المراد من القربى، المخصوصين بتلك الخصيصة العظمى ونكتفي في هذا المقام بذكر جملة مما روي في غاية المرام من طرق العامة ليكون آكد في الحجة، وأبلغ في الإعذار.
– فعن مسند أحمد بن حنبل، بإسناده عن ابن عباس، قال: لما نزل *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* قالوا يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلى الله عليه وآله): علي وفاطمة وابناهما، وعن تفسير الثعلبي مثله.
– وعن صحيح البخاري عن سعيد بن جبير: قربى آل محمد. ومثله عن صحيح مسلم، وكذا الجمع بين الصحاح الستة.
– وعن الحمويني بإسناده عن ابن عباس قال لما نزلت *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما. ومثله عن أبي نعيم إلا أن فيه: قال: علي وفاطمة وأولادهما. وقد تحصل من هذه المقدمة أن القربى هم ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) وقد ورد في بعض رواياتنا ذلك أيضا، وفي بعضها أن المراد بالقربى الأئمة (عليهم السلام) ويمكن الجمع بينهما بوجهين.
أحدهما أن ذكر الأئمة من باب ذكر المصداق الكامل كما ورد نظيره في كثير من التفاسير.
والثاني: أن يكون المراد من المودة الواجبة للأئمة (عليهم السلام) هو المعرفة بهم، وتولاهم بمعنى جعلهم أولياء له دون غيرهم كما يظهر ذلك من الحديث المروي عن مولانا الرضا (عليه السلام)، في المقدمة الرابعة. وكيفما كان، فلا ريب في أن أقرب ذوي القربى وأكملهم في زماننا ليس سوى مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه، فيجب على كل أحد مودته صلوات الله عليه ويجب أن تكون مودته أشد وأكثر من غيره من ذوي القربى لما تقدم ذكره في كلام مولانا الرضا عليه آلاف التحية والثناء.
المقدمة السادسة في بيان معنى المودة وأقسامها فنقول المراد من المودة هو المحبة القلبية، بما لها من الآثار الظاهرية التي هي الكواشف عن المحبة الكامنة في القلب ولهذا فسر المودة في تفسير القمي بتلك الآثار التي هي لوازمها حقيقة، قال: أجر النبوة أن لا تؤذوهم، ولا تقطعوهم ولا تغصبوهم وتصلوهم ولا تنقضوا العهد فيهم إلى آخر ما قال. ولا ريب أن من آثار المودة القلبية المودة اللسانية، ولها أقسام: فمنها الدعاء للمحبوب بكل أمر مطلوب. فإنّه من معظم الآثار الظاهرة كما نرى بالعيان في سلوك الآباء بالنسبة إلى أولادهم فإن محبتهم القلبية تجبلهم على الدعاء بالخير، وهذا مشاهد بالعيان، فلا يحتاج إلى إقامة دليل وبرهان. والحاصل من هذه المقدمات: أن المودة في القربى أجر الرسالة، وأعظم ذوي القربى، وأقربهم هو مولانا الحجة، والدعاء له من جملة أقسام المودة فبه يؤدى أجر النبوة في الجملة، وحيث إن أداء أجر النبوة واجب على جميع الأمة كما قدمنا فيجب عليهم المودة لمولانا الحجة بما تيسر عليهم من الآثار، وما ذكرناه كاف لأولي الأبصار.
(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)
أحدث وجهات النظر