ما يكون غاية أمل المؤمنين المشتاقين وهو الرجوع إلى الدنيا في زمان ظهوره وانتشار نوره إن تأخر هذا الأمر العظيم عن هذه الأزمان ولم نفز في زمان حياتنا بمشاهدة ظهور صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه.
– ويدل على ذلك ما رواه العالم العامل، والفقيه الكامل المولى أحمد الأردبيلي (رحمه الله) في كتاب حديقة الشيعة عن مولانا الصادق عليه الصلاة والسلام.

ومضمونه: أنه ما من مؤمن يتمنى خدمته، ويدعو لتعجيل فرجه، إلا أتاه آت على قبره، وناداه باسمه: يا فلان قد ظهر مولاك صاحب الزمان فإن شئت فقم واذهب إلى حضرة الإمام وإن شئت فنم إلى يوم القيام. قال فيرجع إلى الدنيا خلق كثيرون ويولد لهم من نسلهم بنون.
أقول: قد كان هذا الحديث في كتاب الحديقة مترجما بالفارسية فنقلت عباراته إلى اللغة العربية، وقد ورد هذ الفضل بالخصوص في حديث منصوص لدعاء العهد بالخصوص.
– ففي البحار والأنوار والمقباس وزاد المعاد وغيرها من مؤلفات العلماء الأمجاد روي عن الصادق (عليه السلام) بحذف الإسناد وعبارة الأنوار النعمانية هكذا: أنه قال: من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحا كان من أنصار القائم (عليه السلام) وإن مات قبل ظهوره (عليه السلام)، أحياه الله تعالى حتى يجاهد معه، ويكتب له بعدد كل كلمة منه ألف حسنة، ويمحى عنه ألف سيئة، وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع ورب البحر المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور ومنزل القرآن العظيم، ورب الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين، اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وبنور وجهك المنير، وملكك القديم يا حي يا قيوم أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون وباسمك الذي يصلح به الأولون والآخرون يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي يا حي حين لا حي، يا محيي الموتى، ومميت الأحياء، يا حي لا إله إلا أنت. اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، وسهلها وجبلها، وبرها وبحرها، وعني وعن والدي، وولدي، وإخواني، من الصلوات زنة عرش الله، ومداد كلماته، وما أحصاه علمه وأحاط به كتابه. اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت في أيام حياتي عهدا، وعقدا، وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبدا اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره ونواهيه والمحامين عنه، والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه. اللهم إن حال بيني وبينه الموت، الذي جعلته على عبادك حتما فأخرجني من قبري، مؤتزرا كفني، شاهرا سيفي، مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي. اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه، وعجل فرجه، وسهل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجته، وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمر اللهم به بلادك وأحي به عبادك فإنك قلت وقولك الحق *(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)* فأظهر اللهم لنا وليك، وابن وليك وابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك (صلى الله عليه وآله) حتى لا يظفر بشئ من الباطل إلا مزقه، ويحق الحق ويحققه. واجعله اللهم مفزعا للمظلوم من عبادك وناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك ومجددا لما عطل من أحكام كتابك ومشيدا لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك (صلى الله عليه وآله) واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين. اللهم سر نبيك محمدا (صلى الله عليه وآله) برؤيته ومن تبعه على دعوته وارحم استكانتنا بعده. اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره، وعجل لنا ظهوره، إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين. وفي بعض الروايات ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات وتقول: العجل يا مولاي يا صاحب الزمان ” ثلاثا “.
وهو دعاء شريف مشتمل على الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وفي هذه الجملة كفاية لما دللنا إليه.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)