أنه يصير معروفا عند أصحاب الأعراف، بنصرتهم فيشفعون له فيدخل الجنة بشفاعتهم: قال الله عزّ وجلّ: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * والكلام هنا في ثلاثة أمور:
– أحدها معنى الأعراف: روى علي بن إبراهيم القمي (رحمه الله) في تفسيره بسند صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الأعراف كثبان بين الجنة والنار، والرجال: الأئمة صلوات الله عليهم. الخبر.
الثاني: في بيان المراد من هؤلاء الرجال الواقفين على الأعراف، وقد عرفت في رواية علي بن إبراهيم، أنّهم الأئمّة صلوات الله عليهم.

– ويدلّ عليه أيضا ما روي في مجمع البيان، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: هم آل محمد، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
– وما في تفسير البرهان عنه (عليه السلام) قال: نحن أولئك الرجال الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم فيعرف فيها من صالح أو طالح.
– وفيه أيضا مسندا عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في قول الله عزّ وجلّ * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)* قال: هم الأئمة.
– وفيه بإسناد صحيح عن بريد بن معاوية العجلي (رحمه الله) قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، عن قول الله عزّ وجلّ: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)* قال (عليه السلام): نزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمّة من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، قلت: فما الأعراف؟ قال صراط بين الجنة والنار، فمن شفع له الإمام منا من المؤمنين المذنبين نجى، ومن لم يشفع له هوى.
والروايات في ذلك كثيرة ولا تنافي بين هذا الخبر وخبر علي بن إبراهيم القمي، في معنى الأعراف كما لا يخفى.
الثالث: في بيان كون الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) موجبا لشفاعة أصحاب الأعراف.
– روى في مجمع البيان مرفوعا إلى الأصبغ بن نباتة، قال: كنت جالسا عند علي (عليه السلام) فأتاه ابن الكوا فسأله عن هذه الآية فقال (عليه السلام): ويحك يا بن الكوا! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.
وجه الدلالة أن الدعاء لمولانا صاحب الزمان من أقسام النصرة باللسان، وحيث جعل النصرة في هذه الرواية وسيلة لنيل الشفاعة والمعرفة، فيكون الداعي مشمولا لها، كما لا يخفى.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)