قبول شفاعة يوم الدين في سبعين ألفا من المذنبين. ويدل على ذلك ما في البحار بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال (عليه السلام): إن للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط، أدعو وأقول: رب سلم شيعتي، ومحبي، وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك، وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه، وباب منه يدخل سائر المسلمين، ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.

أقول: وجه الدلالة أن من تولى أمير المؤمنين ونصره وحارب من حاربه بفعل أو قول تقبل شفاعته في سبعين ألفا، ولا يخفى أن الدعاء في حق صاحب الزمان بتعجيل فرجه من أقسام النصرة القولية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، لأن نصرة مولانا الحجة نصرة أبيه صلوات الله عليهما، ولأن صاحب الزمان (عليه السلام) هو المنتقم من أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام) وظالميه، عليهم لعنة الله، فكل ما له دخل في حصول هذا الانتقام داخل في أقسام نصرته (عليه السلام)، ومنه الدعاء بالتقريب الذي قدمناه في كون الدعاء سببا لاستباق فرجه وظهوره.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)