كأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله

یدل علیه ما رواه الشيخ مهدي الفتوني في ” نتائج الأخبار ونوافج الأزهار ” عن الشيخ الطوسي، بإسناده عن ميمون بن مهران، قال: كنت جالسا عند الحسن بن علي (عليه السلام) فأتاه رجل فقال: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله)! إن فلانا له علي مال، ويريد أن يحبسني، فقال (عليه السلام): والله ما عندي مال فأقضي عنك. قال: فكلمه، فلبس (عليه السلام) نعله فقلت: يا بن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال (عليه السلام) لي: لم أنسه، ولكني سمعت أبي يحدث عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من سعى في حاجة أخيه المؤمن المسلم، فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله.
أقول: وقد ورد لها في الأخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار كثير من الفوائد والآثار، ولا خفاء في أنّه كلّما كان ذلك المؤمن أفضل كان ثواب قضاء حاجته أعظم وأكمل، والمراد بالحاجة ما يطلبه المؤمن من الأمور المشروعة ممّا يحصل له به دفع ضرر، أو جلب منفعة دينية أو دنيوية. ولما كان الدعاء بتعجيل فرج مولانا (عليه السلام) من جملة الأمور التي طلبها (عليه السلام) من المؤمنين في التوقيع الشريف المروي عنه بقوله (عليه السلام): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، جزمنا بترتب فوائد قضاء حاجة المؤمن على امتثال هذا الأمر الأبهج بنحو أبلج، إذ لا فرق بين أن يقول (عليه السلام) لشخص أعطني ماء، أو أصلح الأمر الفلاني، وأن يقول: ادع لي بكذا وكذا، فكلاهما طلب حاجة، وهذا واضح.

(مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)