الأوقات والحالات التي يتأكد فيها الدعاء لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) – يوم الغدير لأنّه اليوم الذي خصّ الله فيه أمير المؤمنين والأئمّة الطاهرين بالولاية على المؤمنين، وبخلافة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، وهي الولاية الّتي يرثها مولانا صاحب الزمان عن آبائه المعصومين (عليهم السلام)، فإذا رأى المؤمن في هذا اليوم تسلّط الغاصبين، وتغلب الظالمين واختفاء حافظ الدين بعثه إيمانه ووداده على الدّعاء بتعجيل فرجه ومسألة ظهوره وسهولة مخرجه ولأنّه يوم تجديد العهد المأخوذ، والميثاق المشهود، والدعاء لفرج صاحب الزمان مما يصدق ذلك العنوان.

ويشهد لتأكد ذلك الدعاء في هذا اليوم لأهل الوداد، وروده بالخصوص في الدعاء المذكور في الإقبال وزاد المعاد. أوله: اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك، وعلي وليك، والشأن والقدر الذي خصصتهما به دون خلقك. وآخره: اللهم فرج عن أهل بيت محمد، واكشف عنهم، وبهم عن المؤمنين الكربات، اللهم املأ الأرض بهم عدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأنجز لهم ما وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد.
ويستحب أيضا في هذا اليوم أن تسأل الله تعالى أن يجعلك من أنصاره عجل الله تعالى فرجه، وظهوره.
– فقد ورد ذلك في دعاء شريف طويل مذكور في كتاب الإقبال وهذه العبارة آخر الدعاء: اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا، أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي كرمتنا فيه بالوفاء بعهدك الذي عهدت إلينا، والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك، والبراءة من أعدائك، وتمنّ علينا بنعمتك وتجعله عندنا مستقرّا ثابتا، ولا تسلبناه أبدا ولا تجعله عندنا مستودعا فإنّك قلت * (فمستقر ومستودع) * فاجعله مستقرّا ثابتا، وارزقنا نصر دينك، مع ولي هاد من أهل بيت نبيك، قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة إلى الهدى، واجعلنا تحت رايته، وفي زمرته شهداء صادقين مقتولين في سبيلك، وعلى نصرة دينك. انتهى.
وقد ورد قريب من هذه العبارة في الدعاء المذكور في زاد المعاد، وفيما ذكرناه كفاية لأهل البصيرة والارتياد.

(مکیال المکارم ؛ ج 2 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)