آداب الدعاء لمولانا الغائب (عليه السلام) – هل يكفي إخطار الدعاء بالجنان من دون إظهار باللسان؟ الظاهر عدم الكفاية، لعدم صدق العنوان عند أهل العرف واللسان.

– فإن قلت: قد روى في أصول الكافي بسند صحيح عن زرارة عن أحدهما، يعني الباقرين (عليهما السلام)، قال: لا يكتب الملك إلا ما سمع وقال الله عزّ وجلّ * (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) * فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عزّ وجلّ لعظمته انتهى. فكما أن الذكر بالقلب يكون ذكرا ويثاب عليه فكذلك الدعاء لأنه من أقسام الذكر.
قلت: الدعاء أخص من الذكر ولما كان الذكر مقابلا للغفلة والذهول، صدق على الذاكر بالقلب، أنه ذاكر لله تعالى، والدعاء مقابل للسكوت، فلا يصدق إلا بإجرائه على اللسان. كما نبهنا عليه في أول العنوان.

(مکیال المکارم ؛ ج 2 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)