‹ صفحه ۳ › بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد النبي وعلى أهل بيته الطاهرين أما بعد ، فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف – أطال الله بقاءه وأدام توفيقه – من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف . وهذا قول من لا علم له بالناس ولا وقف على أخبارهم ، ولا عرف منازلهم وتاريخ أخبار أهل العلم ، ولا لقي أحدا فيعرف منه ، ولا حجة علينا لمن لم يعلم ولا عرف . وقد جمعت من ذلك ما استطعته ، ولم أبلغ غايته ، لعدم أكثر الكتب ، وإنما ذكرت ذلك عذرا إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره . وقد جعلت للأسماء أبوابا على الحروف ليهون على الملتمس لاسم مخصوص منها . [ وها ] أنا أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح ، وهي أسماء قليلة ، ومن الله أستمد المعونة ، على أن لأصحابنا – رحمهم الله – في بعض هذا الفن كتبا ليست مستغرقة لجميع ما رسمه ، وأرجو أن يأتي في ذلك على ما رسم وحد إن شاء الله [ تعالى ] . وذكرت لرجل طريقا واحدا حتى لا يكثر ( تكثر ) الطرق فيخرج عن الغرض .


‹ صفحه ۴ › ذكر الطبقة الأولى
]۱ [أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، واسمه أسلم ، كان للعباس بن عبد المطلب رحمة الله عليه فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله . فلما بشر النبي باسلام العباس أعتقه .
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجندي ، قال : حدثنا أحمد بن معروف قال : حدثنا الحارث الوراق والحسين بن فهم عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال : أبو رافع . . . وذكر هذا الحديث . وأخبرنا محمد بن جعفر الأديب قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد في تاريخه أنه يقال : إن اسم أبي رافع إبراهيم . . . . وأسلم أبو رافع قديما بمكة ، وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده ولزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، و شهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة . وابناه عبيد الله وعلي كاتبا أمير المؤمنين عليه السلام . أخبرنا محمد بن جعفر قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي قال : حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال : حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي ، عن عبد الله ‹ صفحه ۵ › بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلم ] وهو نائم أو يوحى إليه ، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية ” إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ” ، ثم قال : الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه . ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال : ما أضجعك ها هنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحية فقال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها . ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا [ و ] هو على الحق وهم على الباطل ، يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ ، فقلت : ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم . فقال : ” اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه ” ثم خرج إلى الناس فقال : ” يا أيها الناس ، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي و أهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي ” قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع : فلما بويع علي وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلم ] سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم . فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي عليه السلام ، وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة ، وقال : الحمد لله لقد أصبحت [ و ] لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، وصليت القبلتين وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث ، قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه ( رحمه الله ) إلى ارض الحبشة ، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الكوفة ، فلم يزل مع علي حتى استشهد علي عليه السلام ، فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام ولا دار له بها ولا ‹ صفحه ۶ ›