الكاتب: dr.jalal

المکارم التی تحصل بالدعاء للامام المهدی – كون الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وفرجه من مصاديق تحمل الصعب المستصعب

مكرمة شريفة، وعناية لطيفة محتوية على مكرمتين جليلتين: إحداهما: كون الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وفرجه من مصاديق تحمل الصعب المستصعب، من أحاديث الأئمة الأطهار الهداة الأبرار. والثانية: كونه سببا لتحمل سائر أحاديثهم الصعبة المستصعبة، وأسرارهم الخشنة المستوعرة وهذا مقام منيع، وشأن رفيع، يتبين بعض مراتبه بما سنذكره لطالبه، وتحقيق الكلام في تقريب هذا المرام موكول إلى رسم فوائد في كل منها مواهب وعوائد. الأولى: في ذكر بعض ما ورد من أن حديثهم صعب مستصعب. – ففي أصول الكافي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله: إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم، وعرفتموه، فاقبلوه، وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) وإنما الهالك أن يحدث أحدكم بشئ منه لا يحتمله فيقول: والله ما كان هذا والله ما كان هذا، والإنكار هو الكفر. – وفيه بإسناد مرفوع عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن حديثنا صعب مستصعب لا تحتمله إلا صدور منيرة أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة، إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق، كما أخذ على بني آدم * (ألست بربكم) * فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالدا مخلدا. – وفيه: عن الصادق عن زين...

Read More

المکارم التی تحصل بالدعاء للامام المهدی – الفوز بثواب طلب ثأر مولانا الحسين الإمام المظلوم الغريب الشهيد (عليه السلام)

مما يحصل بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وظهوره، الفوز بثواب طلب ثأر مولانا الحسين الإمام المظلوم الغريب الشهيد (عليه السلام). وهذا أمر لا يقدر على إحصاء ثوابه أحد إلا الله العزيز الحميد جلّ شأنه، لأنّ عظمة شأن الثأر بقدر عظمة صاحبه، فكما لا يقدر أحد على الإحاطة بالشؤون الحسينيّة إلا الله عزّ وجلّ، كذلك لا يقدر غيره على إحصاء ثواب طلب ثأره، فإنه الذي ورد في زيارته: السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره. ولو لم يكن في الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه سوى هذا الثواب، لكفى فضلا وشرفا وشأنا فكيف وفيه من الفضل ما لا يحصى، ومن الثواب ما لا يستقصى! وأما حصول الفوز بثواب طلب ثأر مولانا الشهيد (عليه السلام) بهذا الدعاء. فتقريره أن طلب ثأره (عليه السلام) وظيفة كل مؤمن ومؤمنة، لأنه والدهم الحقيقي، بمقتضى من كون الإمام (عليه السلام) والدا حقيقيا. ويؤيده تفسير الوالدين في قوله تعالى: * (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) * بالحسنين (عليهما السلام) كما في تفسير القمي وغيره، ولذا يصح أن ينسب المؤمن ثأره (عليه السلام) إلى نفسه ويجعل كل أحد من المؤمنين نفسه ولي دمه (عليه السلام)، كما في زيارة عاشوراء: وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم ” (الخ). ووجه آخر مضافا إلى هذا الوجه أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أمته بأمر الله عز وجل بالمودة في القربى، وأخبار عديدة دالة على كون المراد بالقربى الأئمة (عليهم...

Read More

المکارم التی تحصل بالدعاء للامام المهدی – إجلال الكبير والتواضع له

أنه يترتب على ذلك فوائد إجلال الكبير والتواضع له، فالكلام يقع في مقامات: الأول: في بيان تلك الفوائد. والثاني: في معنى التواضع. والثالث: في بيان بعض أنواع التواضع وكيفية حصوله في هذا المقام بالدعاء لمولانا خاتم الأئمة الكرام عليه وعلى آبائه آلاف التحية والسلام. أمّا المقام الأول: فاعلم أن ما استفدناه فوائد ستة، ولعل المتتبع في الأخبار يقف على غيرها من الفوائد والآثار. الأولى: أنه إجلال الله. – ففي الكافي بسند مرسل كالصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم. – وفي الوسائل بسند صحيح عنه (عليه السلام)، قال: إن من إجلال الله عز وجل إجلال الشيخ الكبير. – وفيه عنه (عليه السلام) قال: من إجلال الله عزّ وجلّ إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمنا فبكرامة الله بدأ ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته. – وفيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) بسند مرفوع قال: من تعظيم الله إجلال ذي الشيبة المؤمن. – وفيه في حديث عامي عنه (صلى الله عليه وآله) قال: بجلوا المشايخ فإن من إجلال الله تبجيل المشايخ. أقول: لما كان شرف الإسلام أعلى وأجل من كل شرف، كان السابقون إليه أجدر بالتعظيم والتشريف عند الله عزّ وجلّ ولا ريب في أن إعظام هؤلاء القوم تعظيم وإجلال له عزّ وجلّ، لأجل سابقتهم إلى الإسلام، وتقدمهم في عبادته وطاعته، فلذلك جعل إجلالهم إجلالا له. الثانية:...

Read More

المکارم التی تحصل بالدعاء للامام المهدی – الفوز بثواب إعانة المظلوم ونصره

الفوز بثواب إعانة المظلوم ونصره أمّا كونه (عليه السلام) مظلوما فلا خفاء فيه. وأمّا حسن نصرة المظلوم وإعانته فمما يدل عليه العقل والنقل. – ففي البحار وغيره، عن الصادق (عليه السلام) قال: ما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة. – وعنه (عليه السلام) قال: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان عند جهده فنفس كربته، وأعانه على نجاح حاجته، كانت له بذلك عند الله اثنتان وسبعون رحمة من الله، يعجل الله له منها واحدة يصلح بها معيشته، ويدخر له إحدى وسبعين لأفزاع يوم القيامة وأهواله، إلى غير ذلك مما يوجب ذكره الإطناب، وفيما ذكرناه كفاية لأولي الألباب. وأمّا كون الدعاء له، ومسألة تعجيل فرجه إعانة ونصرة له أن الدعاء لصاحب الزمان (عليه السلام) من أقسام النصرة باللسان، وبيان ذلك أن المراد من النصرة والإعانة هو الإقدام في أمر يكون سببا أو جزء سبب حقيقة أو في نظر الناصر لدفع مضرة، أو جلب منفعة، أو قضاء حاجة، لمن يريد نصرته وهذا العنوان ثابت في دعاء أهل الإيمان لمولانا صاحب الزمان وذلك لأن تأثير الدعاء في كل من الأمور المذكورة ثابت بالروايات الكثيرة المأثورة، المسطورة في باب فضل الدعاء، من كتب العلماء الأخيار كالكافي والوسائل والبحار فإذا اجتهد المؤمن في الدعاء، لكشف الغم والحزن عن قلب إمامه، والتعجيل في حصول مرامه بشرائطه المذكورة في مقامه، كان أثر ذلك حاصلا بمقتضى الوعدة الإلهية، لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد. فظهر من ذلك أن الدعاء إعانة ونصرة...

Read More

المکارم التی تحصل بالدعاء للامام المهدی – دفع العقوبة والعذاب عن أهل الأرض ببركة الداعين لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام)

دفع العقوبة والعذاب عن أهل الأرض ببركة الداعين لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وتقريره من وجهين: أحدهما: ما في عُدّة الداعي، في ذيل الحديث القدسي ” أولئك الذين إذا أردت أن أهلك الأرض عقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك الأبطال “. – والثاني: ما في كمال الدين بإسناده عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، يا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جلّ جلاله فيقول: عبيدي وإمائي! آمنتم بسري، وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني أي عبيدي وإمائي حقا منكم أتقبل، وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء لولاكم لأنزلت عليهم عذابي، الخبر. ووجه الاستشهاد لتبيين هذا المراد: أن الاهتمام والإكثار في الدعاء لصاحب الدار والإمام الغائب عن الأبصار، سبب للثبوت على طريقة الأئمّة الأطهار ومنهاج المعصومين الأخيار، فيكون وسيلة لتلك المكرمة بهذا الاعتبار. (مکیال المکارم ؛ ج 1 ؛ محمد تقی الموسوی...

Read More

عرض مقالات مقالة محددة

أحدث وجهات النظر