الشيخ العارف المتأله عامر بن عامر البصري المتوطّن في سواين الروم صاحب القصيدة التائية الطويلة المسماة ب”ذات الأنوار” الّتي بارى بها أباحفص عمر بن الفارض المغربي الأندلسي في قصيدته التائية، و لذا يقول في أواخرها بعد ذكر شطر من فضائلها:
أتت تتهادى كالمها بملاحة – عراقية بصرية عامرية
لها زي مسكين لضعف معينها – على أنها سلطان كل قصيدة
و بكر أتت لا فارض بدر علمها – إذا ما بدا اخفى سها ألفا رزية
و هي: في المعارف و الأسرار و الحكم و الآداب، مشتملة على اثني عشر نوراً، فقال: النور التاسع في معرفة صاحب الوقت ذاته وقت ظهوره:
إمام الهدى حتى متى أنت غائب – فمنّ علينا يا أبانا بأوبة
تراءت لنا رايات جيشك قادما – ففاحت لنا منها روايح مسكة
و بشّرت الدّنيا بذلك فاغتدت – مباسمها مفرة عن مسرة
مللنا و طال الانتظار فجد لنا – بربك يا قطب الوجود بلقية
إلى أن قال:
فعجّل لنا حتّى نراك فلذة – المحبّ لقا محبوبه بعد غيبة
زرعت بذور العلم في مربرة – فجاءت كما تهوى بأينع خضرة
و ريع منها كلما كان زاكيا – فقد عطشت فأمدد قواها بسقية
و لم يروها إلا لقاك فجدبه – و لو شربت ماء الفرات و دجلة
أحدث وجهات النظر