سابقة الغیبة فی الانبیاء من المسلّمایات الشرایع الالهیة منها غیبة آصف بن برخيا عليه السلام.
فلمّا حضرت سلیمان علیه السلام الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بأمر الله تعالى ذكره، فلم يزل بينهم تختلف إليه الشيعة ويأخذون عنه معالم دينهم، ثمَّ غيّب الله تبارك وتعالى آصف غيبة طال أمدها، ثمَّ ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله، ثمَّ إنّه ودَّعهم فقالوا له: أين الملتقى؟ قال: على الصراط؟ وغاب عنهم ما شاء الله فاشتدَّت البلوى على بني إسرائيل بغيبته، وتسلّط عليهم بختنصّر فجعل يقتل من يظفر به منهم، ويطلب من يهرب ويسبي ذراريهم، فاصطفى من السبي من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال واصطفى من ولد هارون عزيزاً، وهم يومئذٍ صبية صغار فمكثوا في يده، وبنو إسرائيل في العذاب المهين، والحجّة دانيال (عليه السلام) أسير في يد بختنصّر تسعين سنة، فلمّا عرف فضله، وسمع أنَّ بني إسرائيل ينتظرون خروجه ويرجون الفرج في ظهوره وعلى يده أمر أن يُجعل في جبٍّ عظيم واسع، ويجعل معه الأسد ليأكله، فلم يقربه، وأمر أن لا يطعم فكان الله تبارك وتعالى يأتيه بطعامه وشرابه على يد نبيٍّ من أنبيائه، فكان دانيال يصوم النّهار ويفطر باللّيل على ما يُدلى إليه من الطعام، فاشتدَّت البلوى على شيعته وقومه والمنتظرين له ولظهوره، وشكَّ أكثرهم في الدِّين لطول الأمد.
فلمّا تناهى البلاء بدانيال (عليه السلام) وبقومه رأى بختنصَّر في المنام كأنَّ ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجاً إلى الجبِّ الّذي فيه دانيال، مسلّمين عليه يبشّرونه بالفرج، فلمّا أصبح ندم على ما أتى إلى دانيال، فأمر بأن يخرج من الجبِّ، فلمّا أُخرج اعتذر إليه ممّا ارتكب معه من التعذيب، ثمَّ فوَّض إليه النّظر في أُمور ممالكه والقضاء بين النّاس، فظهر من كان مستتراً من بني إسرائيل، ورفعوا رؤوسهم واجتمعوا إلى دانيال (عليه السلام) موقنين بالفرج فلم يلبث إلاّ القليل على تلك الحال حتّى مات.
(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)
أحدث وجهات النظر