تشابه مولانا المهدی بهارون النبی بجهات عدیدة:
1- هارون عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء ثمّ رده إلى الأرض. يدلّ عليه ما في البحار (1) مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال موسى لهارون: امض بنا إلى جبل طور سينا، ثمّ خرجا فإذا بيت على بابه شجرة عليها ثوبان، فقال موسى لهارون: اطرح ثيابك و ادخل هذا البيت، و البس هاتين الحلتين، و نم على السرير. ففعل هارون، فلمّا أن نام على السرير، قبضه الله إليه و ارتفع البيت و الشّجرة و رجع موسى إلى بني إسرائيل فأعلمهم أن الله قبض هارون و رفعه إليه. فقالوا كذبت، أنت قتلته! فشكى موسى ذلك إلى ربّه فأمر الله تعالى الملائكة فأنزلته على سرير بين السماء و الأرض، حتّى رأته بنو إسرائيل فعلموا أنّه مات. هذا و نقل عن صاحب الكامل قريبا منه.
القائم عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء بعد ولادته، ثمّ ردّه إلى الأرض. ففي البحار (2) عن أبي محمّد العسكري عليه السلام، قال: لمّا وهب لي ربّي مهدي هذه الأمّة، أرسل ملكين، فحملاه إلى سرادق العرش، حتّى أوقفاه بين يدي الله عزّ و جلّ، فقال: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني و إظهار أمري، و مهدي عبادي. آليت أنّي بك آخذ و بك أعطي و بك أغفر و بك أعذّب، الخبر.
2- هارون عليه السلام كان يسمع كلام موسى من مكان بعيد و كذلك موسى يسمع كلام هارون من مكان بعيد ذكره صاحب كتاب بدائع الزهور.
القائم عليه السلام روي في روضة الكافي (3) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قائمنا إذا قام مدّ الله عزّ و جلّ لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتّى لا يكون بينهم و بين القائم بريد، يكلّمهم فيسمعون، و ينظرون إليه و هو في مكانه.

(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 190)
………………………………………………………………………………………
1 – بحار الأنوار : 13 / 368 / ح 13 .
2 – بحار الأنوار : 51 / 27 باب 1 ذيل 37 .
3 – الكافي : 8 / 240 ذيل 329 .