آداب الدعاء لمولانا الغائب (عليه السلام) – يجوز تأليف الدعاء باللغة العربية للعارف باللسان وبكيفية الدعاء للأصل وللعمومات والاطلاقات الآمرة بالدعاء، من غير تخصيص بلغة من اللغات، أو نحو من الأنحاء.

– ويؤيد ذلك ما روي في التاسع عشر من البحار نقلا عن خط الشهيد (رضي الله عنه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الدّعاء يرد البلاء، وقد أبرم إبراما. قال الوشاء: فقلت لعبد الله بن سنان، هل في ذلك دعاء موقت؟ فقال: أما إني سألت الصادق (عليه السلام) فقال (عليه السلام): نعم أما دعاء الشيعة المستضعفين ففي كلّ علّة من العلل دعاء موقت وأما المستبصرون البالغون فدعاؤهم لا يحجب (انتهى).
– ويشهد لما ذكرنا أيضا ما روي في الكافي والتهذيب والوسائل مسندا عن إسماعيل بن الفضل قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القنوت وما يقال فيه قال: ما قضى الله على لسانك، ولا أعلم فيه شيئا موقتا. انتهى
إذ لا فرق بين القنوت وغيره ويشهد لذلك روايات أخر تركناها اختصارا.
– فإن قلت: قد روي في الكافي والفقيه عن عبد الرحيم القصير، قال: دخلت، على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك، إني اخترعت دعاء قال (عليه السلام): دعني من اختراعك إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). الحديث.
فقد أمر الصادق (عليه السلام) بترك الدعاء المخترع. قلت: إن هذا الأمر ليس على سبيل الحتم والالزام، بقرينة ما تقدم من الأدلة على جواز الدعاء بكل نحو من الكلام بل المراد بيان الأفضل وهو ما أخذ عن الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، فإن أفضليّة الدعوات المأثورة عنهم ممّا لا ريب فيه، ولا كلام لأنهم العارفون بصفات الخالق المتعال، وكيفيّة المسألة والمناجاة والتذلّل له عزّ وجلّ وما ورد عنهم آكد تأثيرا، وأسرع إجابة البتة، ومنهم تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس، كما ورد في الحديث.

(مکیال المکارم ؛ ج 2 ؛ محمد تقی الموسوی الاصبهانی)