الكاتب: dr.jalal

سرداب الغيبة

يوجد في سامراء سرداب أثري في العتبة العسكرية المقدسة من جهتها الغربية، يدعى بسرداب الغيبة، وقد حاك أعداء الشيعة الأساطير عن هذا السرداب ونسبوا إلى الشيعة أنّهم يقولون إنّ الإمام المهدي قد غاب فيه وأنّه سيخرج منه، وكل هذا زوراً وبهتانا، فلا يعتقد الشيعة إلاّ أنّه سرداب دار الأئمّة، الذين عاشوا فيه وولد آخرهم في هذا الدار. وإن وجود هذا السرداب في دارهم هذه أمر طبيعي، لأنها في العراق، وكل دوره في السهل الرسوبي – عدا المناطق الشمالية منه – تحتوي سرداباً يأوي إليه أهل الدار في أشهر الحر التي تتميز بها اغلب أشهر السنة في العراق. قال الشيخ ذبيح الله المحلاتي: ليس اشتهار هذا السرداب بسرداب الغيبة لأن الحجة (عليه السَّلام) غاب فيه كما زعمه من يجهل التاريخ، بل لأن بعض الأولياء تشرف بخدمته وحيث إنه مبيت الثلاثة من الأئمة ومعبدهم طوال المدة وحظي فيه عدة من الصلحاء بلقائه صار من البقاع المتبركة فينبغي إتيانه بخضوع وخشوع وحضور قلب والوقوف على بابه والدعاء) (مآثر الكبراء 1/288) ط الثانية سنة 1388 هـ. لذا فوجود السرداب في دار الأئمة المذكور أمرٌ طبيعي في دور كل أهل العراق، للسكن فيه خلال تلك الأشهر، والتعبد والنوم، وإثارة الشبهة حول أمر بديهي في العراق مثل وجود هذا السرداب، لهو أمر يثير السخرية والعجب في آن واحد. ويقول الشيخ النوري في (كشف الأستار ص43) سنة 1318 هـ بهذا الصدد: واختص ذلك المكان بمزيد شرافة واحترام وتقبيل والتبرك به… فلما رأت سدنته رغبة المؤمنين إلى...

Read More

سامراء في التاريخ واللغة

سامرّا» بلدة شرقيّ دجلة من ساحلها، و قد يقال «سامرّة» و أصلها لغة أعجمية و نظيرها «تامرّا» اسم طسوج من سواد بغداد و اسم لأعالي نهر ديالى نهر واسع كان يحمل السفن في أيّام المدود. و هذا وزن ليس في أوزان العرب له مثال و قد لعبت بها أدباء العرب و صرّفوها فقالوا: «سرّمن‏رأى» أي سرور لمن رأى، و «سرّمن‏رأى» على أنّه فعل ماض، و «سرّمن‏رأى» على أنّه مصدر مجرّد. و قال الشّرتوني في أقرب الموارد: و أصله «ساء من رأى» و النسبة إليها سرّمريّ، و سري، و سامري، و سامريّ. ”’سامراء في التاريخ واللغة”’ يعود أصل اسم (سامراء) في أصله إلى سائر الأسماء الآرامية بالعراق التي كانت تنتهي بحرف الألف المقصور مثل (كربلا) (بعقوبا) وفي مراحل تاريخية لاحقة من تاريخ اللغة العربية التي ورثت تلك التسميات لبعض مدنها في أرض الرافدين أضيفت علامة الهمزة إلى مفردتي (سامرا) و(كربلا) فأصبحتا (سامراء وكربلاء) في حين استبدل حرف الألف بحرف التاء من اسم مدينة بعقوبا فأضحى يكتب (بعقوبة) ومعلوم أن مدينة سامراء في معظم تاريخ الدولة العباسية كانت باهرة في مشاهدها وعامرة في بناءها حتى كان قد أُطلق عليها زمنذاك بـ(سّره مَنْ رأى) قبل أن تُدمج حروف تلك التسمية بصيغة...

Read More

علي بن محمد السيمري

علی بن محمد السمری السفیر الرابع للإمام الحجة عجل الله فرجه هو الشیخ الجلیل أبو الحسن علی بن محمد السمری أو السیمری أو الصیمري من سنة 326 الي وفاته (أي 329) و المشهور جداً هو الأول مضبوطاً بفتح السین و المیم معاً . و الآخرین مضبوطین بفتح أولهما و سكون الیاء و فتح المیم و ربما قیل بالضم أیضاً. ولادته : لم تحدّد لنا المصادر تاریخ ولادته، إلاّ أنّه ولد في القرن الثالث الهجرى. لم یذكر عام میلاده، و لا تاریخ فجر حیاته، و إنما ذكر أولاً كواحد من أصحاب الإمام العسكری علیه السلام [1]. ثم ذكر قائماً بمهام السفارة المهدویة ببغداد، بعد الشیخ ابن روح ، بإیعاز منه عن الإمام المهدی علیه السلام[2]. سفارته : عیّنه الإمام المهدی ( علیه السلام ) سفیراً رابعاً له، و قائماً بأعماله، بعد وفاة السفير الثالث الشيخ الحسين بن روح النوبختى، و كانت مدّة سفارته ثلاثة سنوات، من 326 هـ إلى 329 هـ ، و بذلك تكون سفارته أقصر السفارات، و بوفاته وقعت الغیبة الكبرى. ولم یوجد نص خاص بسفارته و إنما الأدلة علیها أمور: الأول: اتفاق كلمة الشیعة على ذلك خلفاً بعد سلف منذ أیام سفارته و حتى الیوم، فرابع الابواب الأربعة هو علی بن محمد السمری بلا خلاف و لا منازع. الثانى: خروج توقیعات على یده من الناحیة المقدسة مما یدل على سفارته. الثالث: توصیة الحسین بن روح به، و الحسین بن روح أجل و أرفع من أن یفعل مثل...

Read More

الحسین بن روح النوبختي

ابوالقاسم الحسین بن رُوح النُّوبختیّ هو أحد السفراء و الابواب بالإمام المهدیّ علیه السّلام خلال غیبته الصغرى، من سنة 304 أو 305 الي 326 و شهرة جلالته تُغنی عن الإطالة فی تعریفه. إلاّ ما ذُكر فیه أنّه كان على جانبٍ كبیر من التقوى و الصلاح، و وفور العقل و العلم، و كان موقّراً عند العامّة و الخاصّة، و أنّه ینتسب إلى آل نوبخت من جهة أمّه. عُرِف عن الحسین بن روح قوّة إرادته، و شدّة صلابته فی الحقّ، و كان یُؤْثر التقیّة و یجاری محیطه المشحون بالبغض لأهل البیت علیهم السّلام. فی الوقت ذاته كان وكیلاً لأبی جعفر محمّد بن عثمان العَمْریّ سنینَ طویلة، ینظر فی أملاكه و یأنس معه فی الحدیث، فحصّل فی أنفس الشیعة محصّلاً جلیلاً؛ لمعرفتهم باختصاص العَمْریّ (و هو السفیر الثالث) إیّاه و توثیقه عندهم، و نشر فضله و ما یحتمل من هذا الأمر ( الإمامة )، فتمهّدت له الحال طول حیاة العَمْریّ، إلى أن انتهت الوصیّة إلیه بالنصّ علیه، فلم یُختلَف فی أمره(1). الوصیّة: • روى الشیخ الطوسیّ قال: أخبرنا جماعة عن أبی محمّد هارون بن موسى قال: أخبرنی أبو علی محمّد بن همّام رضی الله عنه و أرضاه أنّ أبا جعفر محمّد بن عثمان العمری جمَعَنا قبل موته ـ و كنّا وجوهَ الشیعة و شیوخها ـ فقال لنا: إنْ حَدَث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسينِ بن روح النوبختى؛ فقد أُمِرتُ أن أجعله في موضعي بعدى، فارجعوا إلیه، و عوِّلوا فی أُموركم علیه(2)....

Read More

عثمان بن سعيد العمري

ابوعمرو عثمان بن سعید بن عمرو العمرى هم سفير الامام المهدي من سنة 260 الي وفاته. ویقال له: العسكری أیضاً، لأنّه كان یسكن عسكر سرّ من رأى، ویقال له: السمّـان، لأنّه كان یتّجر بالسمن تغطیة علی الامر، وكان الشیعة إذا حملوا إلی أبی محمّد العسكری (علیه السلام) ما یجب علیهم حمله من الاموال، وأنفذوا إلی أبی عمرو، فیجعله فی جراب السمن وزقاقه، ویحمله إلی أبی محمّد (علیه السلام) تقیّة وخوفاً.(1) وله من الاولاد: محمّد، وهو السفیر الثانى، وأحمد. ولم یرد فی المصادر التأریخیة تحدید لعام ولادته، ولا عام وفاته، وإنّما یرد اسمه أوّل ما یرد كوكیل خاصّ للامام الهادی (علیه السلام)(2)، وكان الامام (علیه السلام) یستوثقه ویمدحه بمثل قوله (علیه السلام): هذا أبو عمرو الثقة الامین، ما قاله لكم فعنّی یقوله، وما أدّاه إلیكم فعنّی یؤدّیه.(3) وهذا النص یدلّ علی نوع النشاط والعمل الذی كان یقوم به أبو عمرو، وهو نقل المال والمقال من الامام علیّ بن محمّد الهادی (علیه السلام) إلی شیعته وبالعكس، فكان یمثّل مع جماعة آخرین دور الوساطة بین الامام وبین قواعده الشعبیّة. وبعد وفاة الامام الهادی (علیه السلام) سنة 254 هـ، أصبح أبو عمرو وكیلاً خاصّاً موثوقاً للامام العسكری (علیه السلام)، ذا نشاط ملحوظ وبراعة خاصّة فی العمل، فقد سمعنا كیف أنّه كان یحمل المال فی زقاق السمن، ویسیر علی المسلك الذی یخطّه له الامام فی الاخفاء والتكتّم، ویظهر أمام الناس كتاجر اعتیادی بالسمن، تغطیةً وتقیّةً لحاله ومسلكه وعقیدته. وكان الامام العسكری (علیه السلام) یكثر...

Read More

عرض مقالات مقالة محددة

أحدث وجهات النظر