تشابه مولانا المهدی بذي القرنين بجهات عدیدة:
1- ذو القرنين (1) لم يكن نبيا و لكنه دعا إلى الله تعالى و أمر بتقوى الله جل شأنه. ذو القرنين كان حجّة على الناس.
القائم حجّة على جميع أهل العالم.
2- ذو القرنين رفعه الله تعالى إلى السماء الدّنيا فكشط له عن الأرض كلّها جبالها و سهولها و فجاجها حتّى أبصر ما بين المشرق و المغرب و آتاه الله من كلّ شئ علما يعرف به الحق و الباطل، و أيّده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات و رعد و برق، ثمّ أهبط إلى الأرض، و أوحي إليه: أنّ سر في ناحية غرب الأرض و شرقها، الخ. رواه الفاضل المجلسي رحمه الله في البحار (2) في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام.
القائم عليه السلام رفعه الله تعالى إلى ما فوق السّماء ثمّ أهبط إلى الأرض كما فی الروایة.
3- ذو القرنين غاب عن قومه غيبة طويلة.
القائم عليه السلام غاب عن قومه غيبة طويلة. و في حديث أحمد بن إسحاق عن العسكري عليه السلام قال أحمد: فما السّنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين؟ قال عليه السلام: طول الغيبة يا أحمد ! الخبر.
4- ذو القرنين علیه السلام بلغ مغرب الشمس و مطلعها، كما نطق به القرآن الكريم.
القائم عليه السلام كذلك ففي كمال الدين (3) بإسناده عن جابر الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله يقول: إن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عزّ و جلّ حجّة على عباده فدعى قومه إلى الله و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا، حتّى قيل مات أو هلك بأي واد سلك؟ ثم ظهر و رجع إلى قومه، فضربوه على قرنه الآخر، و فيكم من هو على سنته و إن الله عزّ و جلّ مكّن لذي القرنين في الأرض و جعل له من كل شئ سببا و بلغ المغرب و المشرق و إن الله عزّ و جلّ سيجري سنّته في القائم من ولدي، فيبلغه شرق الأرض و غربها حتّى لا يبقي منهلا و لا موضعا منها من سهل أو جبل وطئه ذو القرنين إلاّ وطئه، و يظهر الله عزّ و جلّ له كنوز الأرض، و معادنها، و ينصره بالرّعب و يملأ الأرض به عدلا و قسطا، كما ملئت جورا و ظلما.
5- ذو القرنين عليه السلام ملك ما بين المشرق و المغرب.
القائم عليه السلام يملك ما بين المشرق و المغرب.
6 – ذو القرنين عليه السلام لم يكن نبيّا، كما في الحديث لكن أوحى إليه.
القائم عليه السلام ليس نبيّا لكنّه يوحى إليه كما في الحديث.
7- ذو القرنين عليه السلام ركب السّحاب.
القائم عليه السلام يركب السحاب و يدلّ على ما ذكرنا ما رواه الصفار و الفاضل المجلسي رحمه الله في البحار (4) عن البصائر و الاختصاص (5) بإسنادهما عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أما إن ذا القرنين قد خيّر السحابين فاختار الذّلول و ذخر لصاحبكم الصعب. قال الراوي: قلت: و ما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه أما إنّه سيركب السحاب، و يرقى في الأسباب، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع، خمس عوامر و اثنتان خرابان. و في بصائر الدرجات (6) بإسناده عن سورة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.  و بإسنادهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خيّر ذا القرنين السحابين الذّلول و الصعب فاختار الذّلول و هو ما ليس فيه برق و لا رعد، و لو اختار الصعب لم يكن له ذلك لأنّ الله ادّخره للقائم عليه السلام. (7)

(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 178 – 180)

………………………………………………………………………………..
1 – بحار الأنوار 12: 198، باب 8، ذيل 29.
2 – بحار الأنوار 12: 197.
3 – إكمال الدين 2: 394، باب 38، ذيل 4.
4 – بحار الأنوار 52: 321، باب 27، ذيل 27.
5 – بصائر الدرجات 8: 278، باب 15، ح 1و. الاختصاص: 194.
6 – بصائر الدرجات: 279، ح 3 و بحار الأنوار 12: 182، ح 21.
7 – بحار الأنوار 52: 321 و بصائر الدرجات: 279، ح 4.