علة الغيبة بجميع حيثياتها والاحاطة التامّة بها غير ممكنة بل مستحيلة ولا يعلمها إلا الله تعالى والمعصومون عليهم السلام. ورد عن الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عزّ وجلّ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم. ولكن بالتّتبع والاستمارة باحاديث المعصومين عليهم السلام ذكر للغيبة علل تقريبة أحصاها علمائنا الاعلام ومنهم الشيخ الصدوق أعلى الله تعالى مقامه الشريف . نذكر منها:

حتى يخرج المؤمنون من صلب الكافرين.
فالأمام المهدي لا يظهر حتى تفرغ أصلاب الكافرين من المؤمنين حيث أنه عليه السلام لا يهادن أحد ولا يساوم مع أعدائه، بل يقضي عليهم إن لم يدخلوا في السلم كافة، فرأفته بالمؤمنين اقتضت الارادة الالهية أن تطول غيبة الامام حتى يأتي جميع المؤمنين ممن لا بد أن يولدوا.
روى القمي عن أحمد بن علي، قال: (حدثنا الحسين بن عبد الله السعدي، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، عن عبدالله بن الحسين، عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي، قال رجل لأبي عبدالله عليه السلام: ألم يكن علي قوياً في بدنه، قوياً في أمر الله؟
قال له أبو عبدالله عليه السلام: بلى.
قال له: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟
قال: قد سألت فافهم الجواب، منع علياً من ذلك آية من كتاب الله.
فقال: وأي آية؟
فقرأ: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً)(الفتح:25).
انه كان لله ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع، فلما خرج ظهر على من ظهر وقتله وكذلك قائمنا أهل البيت، لم يظهر أبداً حتى تخرج ودائع الله، فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله (تفسير القمي: 2 / 316، علل الشرائع: 147).

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)