حديث الامان مروية عن النبي صلي الله عليه و أله و سلم و رواه كثير من العلماء العامة ومنهم:
1- حديث الامان برواية سلمة بن الاکوع أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج الحفاظ: مسدد، و ابن أبي شيبة، و أبوأحمد الفرضي، و أبوعمرو بن أبي عرزة، و أبو يعلى الموصلي، و أبوالقاسم الطبراني، و الحكيم الترمذي، و محب الدین الطبري، و ابن عساكر، و آخرون من طريق سلمة بن الأكوع مرفوعا : «النجوم أمان لأهل السماء ، و أهل بيتي أمان لأمتي.»
قال العزيزي في السراج 3: 416 لدى شرحه: أراد بأهل بيته علماءهم، و يحتمل الإطلاق لأن الله تعالى لما خلق الدنيا لأجله صلى الله عليه و سلم جعل دوامها بدوام أهل بيته. و قال الحفني: و أهل بيتي أي ذريتي، فبسبب وجودهم يرفع البلاء عن الأمة …

2- حديث الامان برواية أنس بن مالک أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل بإسناده من طريق أنس بن مالك مرفوعا: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت ذهبوا، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي، ذهب أهل الأرض.»
فقال: إن الله خلق الأرض من أجل النبي صلى الله عليه و سلم، فجعل دوامها بدوام أهل بيته و عترته صلى الله عليه و سلّم.
في « مسند أحمد بن حنبل » ، قال رسول الله (صلی الله علیه و سلم): «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت ذهبوا، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي، ذهب أهل الأرض». (أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة ٢: ٨٣٥ ح ١١٤٥).
و هذا الحدیث فی ينابيع المودّة ١: ٧١ ح ١ عن عبد الله بن أحمد في «زيادات المسند».

3- حديث الامان برواية علی علیه السلام أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج أحمد أيضا من طريق علي عليه السلام مرفوعا: «النجوم أمان لأهل السماء، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.»

4- حديث الامان برواية ابن عبّاس أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج الحاكم من طريق ابن عباس مرفوعا: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف.» و قد صحّحه الحاكم و ذكره جمع آخذين منه، و أقروا تصحيحه إيّاه.
و قال الصبّان في الاسعاف بعد ذكره: و قد يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى: (و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم) (سورة الأنفال، آية 33) أقيم أهل بيته مقامه في الأمان لأنهم منه و هو منهم كما ورد في بعض الطرق.
و عدّ الحافظ ابن حجر في الصواعق من الآيات النازلة في أهل البيت قوله تعالى: (و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم) ، فقال: أشار صلى الله عليه و سلّم إلى وجود ذلك المعنى في أهل بيته، و أنّهم أمان لأهل الأرض كما كان هو صلى الله عليه و سلّم أمانا لهم، و في ذلك أحاديث كثيرة.

5- حديث الامان برواية ابی موسی الاشعری أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج الحاكم من طريق أبي موسى الأشعري مرفوعا: «النجوم أمان لأهل السماء، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.»
و أخرج الحاكم أيضا بلفظ : «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون و أنا أمان لأصحابي ما كنت، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، و أهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون.»

6- حديث الامان برواية أبی سعید الخدری أخرجه جماعة من علماء السنة:
أخرج شيخ الإسلام الحمويني من طريق أبي سعيد الخدري مرفوعا: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء».
و قال الحافظ ابن حجر في الصواعق لدى حديث السفينة: قال بعضهم: يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان علماؤهم، لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم، و الّذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون و ذلك عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه: أن عيسى يصلّي خلفه، و يقتل الدجال في زمنه، و بعد ذلك تتابع الآيات. إلى أن قال: و يحتمل و هو الأظهر عندي أنّ المراد بهم سائر أهل البيت، فإنّ الله لما خلق الدّنيا بأسرها من أجل النبي صلى الله عليه و سلّم جعل دوامها بدوامه و دوام أهل بيته، لأنّهم يساوونه في أشياء مر کما قال الرازي بعضها و لأنّه قال في حقّهم: اللّهمّ إنّهم منّي و أنا منهم، و لأنّهم بضعة منه بواسطة أن فاطمة أمّهم بضعته، فأقيموا مقامه في الأمان.
و حاصل هذه الروایات أنه لابد فی کل عصر بعد النبی صلی الله علیه و آله الی یوم القیامة من وجود رجل من اهل البیت علیهم السلام یجب التمسّک له فی أمور الدین و متابعته فیها و معرفته و من لم یعرفه لم یتمسّک به فی الاحکام الشرعیّة کان ضالا هالکا فهم خلیفة کالقرآن المجید و هو الامان من الهلاک فی الدین و هو شریک القرآن فی الهدایة و سهیمه من هذه الجهة و لا یفترقان أبدا الی یوم القیامة فلابد و أن یکون هو الامام فی کل زمان و من لم یعرفه کان موته موتة الجاهلیّة اذ لا یجب التمسک به لئلا یکون ضالا و یموت موته الجاهلیّة و أن یکون عالما طاهرا من الارجاس الظاهرة و الباطنة لا یخطیء و لا یسهو و الا یلزم التفریق بینه و بین القرآن فیخرج عن الخلافة و هو خلاف الاخبار المتکاثرة.

______________________________________________________________________

1- إيعاز إلى كلمة الرازي في تفسيره وقد أسلفناها ص 11 .