تشابه مولانا المهدی بحزقیل النبی بجهات:
1- حزقيل عليه السلام أحيى الله تعالى له أمواتا. ففي روضة الكافي (1) عن أبي جعفر ، و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله عزّ و جلّ (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم) فقال (عليه السلام): إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشّام، و كانوا سبعين ألف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسّوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم، و بقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الّذين أقاموا و يقل في الّذين خرجوا فيقول الّذين خرجوا لو كنّا أقمنا لكثر فينا الموت، و يقول الّذين أقاموا لو كنّا خرجنا لقل فينا الموت. قال (عليه السلام): فاجتمع رأيهم جميعا أنّه إذا وقع الطاعون فيهم و أحسّوا به خرجوا كلّهم من  المدينة، فلمّا أحسّوا بالطاعون خرجوا جميعا، و تنحوا عن الطّاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء الله ثمّ إنّهم مرّوا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها و أفناهم الطاعون، فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم و اطمأنوا، قال لهم الله عزّ و جلّ (موتوا جميعا)، فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما يلوح، و كانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم و جمعوهم في موضع، فمرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلمّا رأى تلك العظام بكى و استعبر، و قال: يا ربّ! لو شئت لأحييتهم السّاعة كما أمتهم، فعمروا بلادك و ولدوا عبادك، مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله تعالى إليه: أفتحب ذلك. قال: نعم يا ربّ! فأحيهم. قال (عليه السلام): فأوحى الله عزّ و جلّ إليه : أن قل كذا و كذا. فقال الّذي أمره الله عزّ و جلّ أن يقوله. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): و هو الاسم الأعظم. فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض، فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض، يسبّحون الله عزّ ذكره، و يكبّرونه و يهلّلونه. فقال حزقيل عند ذلك: “أشهد أن الله على كل شئ قدير”.
القائم عليه السلام يحيي الله تعالى له أمواتا من المؤمنين و المنافقين و الكافرين و الأخبار الدالّة على ذلك كثيرة بل متواترة. فمنها ما في روضة الكافي (2) عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تبارك و تعالى ( و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا و لكن أكثر الناس لا يعلمون). قال: فقال (عليه السلام): يا أبا بصير! ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إن المشركين يزعمون و يحلفون لرسول الله (صلى الله عليه و آله) أنّ الله لا يبعث الموتى. قال : فقال (عليه السلام): تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللاّت و العزّى؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه. قال: فقال (عليه السلام): يا أبا بصير! لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع القائم. فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة! ما أكذبكم هذه دولتكم و أنتم تقولون فيها الكذب! لا والله ما عاش هؤلاء و لا يعيشون إلى يوم القيامة قال فحكى الله قولهم فقال: (و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت). و فيه (3) عن الحسن بن شاذان الواسطي، قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أشكو جفاء أهل واسط، و حملهم عليّ، و كانت عصابة من العثمانية تؤذيني. فوقع عليه السلام بخطه: إنّ الله تعالى ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمان و صدّق المرسلون). و في البحار (4) عن عبد الكريم الخثعمي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم يملك القائم (عليه السلام)؟ فقال: سبع سنين، يطول الأيّام و اللّيالي حتّى تكون السّنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم هذه و إذا آن قيامه مطر النّاس جمادى الآخرة و عشرة أيّام من رجب، مطرا لم تر الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين و أبدانهم في قبورهم و كأنّي أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة، ينفضون شعورهم من التراب. و فيه (5) عن الخصائص، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال (عليه السلام): فيا عجبا! و كيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء، يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبّيك لبّيك يا داعي الله، قد تخللوا سكك الكوفة، الخبر. و عنه (عليه السلام) في قوله عزّ و جلّ (6): (ربّما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين). قال: هو أنا إذا خرجت أنا و شيعتي و خرج عثمان بن عفان و شيعته، و نقتل بني أميّة، فعندها يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين. و في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى (7): (فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا) لوقت بعث القائم فينتقم لي من الجبّارين و الطّواغيت من قريش و بني أميّة وسائر الناس.

(مكيال المكارم، ميرزا محمّد تقي الأصفهاني 1: 190 – 194)

………………………………………………………………………………………………………..
1 – الكافي 8: 198، ذيل 237.
2 – الكافي 8: 50، ذيل 14.
3 – الكافي 8: 247،  346.
4 – بحار الأنوار 52: 337، باب 27، ذيل 77.
5 – بحار الأنوار 53: 47، باب الرجعة، ذيل 20.
6 – سورة الحجر: 2 ، بحار الأنوار 53: 64، ح 55.
7 – سورة الطارق: 17، تفسير القمي: 721.