فأول الغيبات غيبة إدريس النبي علیه لسلام المشهورة حتى آل الأمر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت و قتل الجبار من قتل منهم و أفقر و أخاف باقيتهم ثم ظهر علیه السلام فوعد شيعته بالفرج و بقيام القائم من ولده و هو نوح علیه السلام ثم رفع الله عز و جل إدريس علیه السلام إليه فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح علیه السلام قرنا بعد قرن و خلفا عن سلف صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح علیه السلام.

باب شباهة المهدي بنوح (عليهما السلام)

1- نوح شيخ الأنبياء. فعن الصادق والهادي (عليهما السلام) أنه عاش خمسمائة وألفي عام.
القائم (عليه السلام) شيخ الأوصياء فإنه ولد كما في الكافي للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين فعمره الشريف إلى الآن.
وعن سيد العابدين (عليه السلام): إن في القائم سنة من آدم ومن نوح وهي طول العمر، الي أخره.
2- نوح: طهر الأرض من الكافرين بكلامه. فقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا).
القائم: يطهر الأرض من الكافرين بحسامه، حتى لا يبقي منهم آثارا.
3- نوح: صبر ألف سنة إلا خمسين عاما. قال الله: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون).
القائم: صبر منذ أول إمامته إلى الآن ولا أدري إلى متى يصبر مولانا صاحب الزمان.
4- نوح: من تخلف عنه غرق.
القائم: من تخلف عنه هلك كما في الحديث.
5- نوح: أخر الله فرجه وفرج أصحابه، حتى رجع عنه أكثر القائلين به.
القائم: يؤخر الله تعالى فرجه وفرج أوليائه حتى يرجع عنه أكثر القائلين به كما عن العسكري (عليه السلام).
6- نوح: بشر بظهوره إدريس النبي.
القائم: بشر الله تعالى بظهوره الملائكة، كما بشر به النبي والأئمة (عليهم السلام)، بل بشر به الأنبياء السابقون.
7- نوح: كان يبلغ صوته شرق الأرض وغربها حين ندائه وصيحته، وكان هذا أحد معجزاته كما في زبدة التصانيف.
القائم (عليه السلام) يقف بين الركن والمقام حين ظهوره، فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي، وأهل خاصتي، ومن ذخرهم الله لنصرتي، قبل ظهوري على وجه الأرض، ائتوني طائعين فترد صيحته (عليه السلام) عليهم، وهم في محاريبهم، وعلى فرشهم، في شرق الأرض وغربها، فيسمعونه في صيحة واحدة، في أذن كل رجل، فيجيبون نحوها، فلا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين الركن والمقام كما في حديث المفضل عن الصادق (عليه السلام).

(مكيال المكارم؛ محمدتقي الموسوي الاصبهاني 1: 155 – 156)