الشيخ العالم المحدث علي المتقي بن حسام الدين بن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشي من كبار العلماء و قد مدحوه في التراجم و وصفون بكل جميل.
قال الشيخ عبدالقادر بن الشيخ عبدالله في “النور السافر عن أخبار القرن العاشر” في ليلة الثلاثاء وقت السحر توفي العالم الصالح الولي الشهير العارف بالله تعالى على المتقي (إلى أن قال) و كان من العلماء العاملين و عبادالله الصالحين على جانب عظيم من الورع و التقوى و الاجتهاد في العبادة و رفض السوى. و له مصنفات عديدة.
و ذكر شرحاً في رياضته في الأكل و النوم و عزلته عن الناس (إلى أن قال:) و مؤلفاته كثيرة نحو مائة مؤلف ما بين صغير و كبير، و محاسنة جمة و مناقبه ضخمة و قد أفردها العلامة عبدالقادر بن أحمد الفاكهي في تأليف لطيف سماه “القول النقي في مناقب المتقي” و نقل عنه قال: ما اجتمع به أحد من العارفين أو العلماء العاملين إلا أثنوا عليه ثناء بليغاً، كشيخنا تاج العارفين أبي الحسن البكري و شيخنا الفقيه العارف الزاهد الوجيه العمودي و شيخنا إمام الحرمين الشهاب بن حجر الشافعي و صاحبنا فقيه مصر شمس الدين الرملي الأنصاري و شيخنا فصيح علماء عصره شمس البكري و لكل من هؤلاء الجلّة عندي ما دلّ على كمال مدحه شيخنا المتقي بحسن استقامته _ إلى آخر ما قال.
و ذكر الشعراني في “لواقح الأخيار” قال: و منهم الشيخ الصالح الورع و الزاهد سيدي علي المهتدي رضي الله عنه، اجتمعت به في سنة سبع و أربعين بمكة المشرفة مدة إقامتي بالحج و انتفعت برؤيته و لحظه _ إلخ. و بالغ في مدحه محمد طاهر الكجراتي في خطبة كتابه “مجمع البحار”.
و ذكره حسان الهندي غلام عليّ آزاد في “سبحة المرجان” و أطال الكلام فيه قال: و كان الشيخ ابن حجر صاحب الصواعق المحرقة أستاذاً للمتقي و في الآخر تلمذ على المتقي و لبس الخرقة منه الخ.
و ذكره أيضاً الشيخ عبدالحقّ بن سيف الدين الدهلوي البخاري و أثني عليه ثناءً بليغاً. و من مؤلفاته المعروفة “كنز العمال” و “تبويب جامع الصغير” للسيوطي على أبواب الفقه، و رتب جمع الجوامع له أيضاً و استحسنه أهل عصره حتّى قال أبوالحسن البكري: للسيوطي منة على العالمين و للمتقي منة عليه توفي سنة 975.
فقال في “المرقاة شرح المشكاة” بعد ذكر حديث اثني عشرية الخلفاء قلت: و قد حمل الشيعة الإثني عشرية على أنهم من أهل النبوة متوالية أعم من أن لهم خلافة حقيقة يعني ظاهراً أو استحقاقاً فأوّلهم علي ثمّ الحسن و الحسين فزين العابدين فمحمد الباقر فجعفر الصادق فموسى الكاظم فعلي الرضا فمحمد التقي فعلي النقي فحسن العسكري فمحمد المهدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين على ما ذكرهم زبدة الأولياء خواجة محمد پارسا في كتاب “فصل الخطاب” مفصلة و تبعه مولانا نورالدين عبدالرحمن الجامي في أواخر “شواهد النبوة” و ذكرا فضائلهم و مناقبهم و كراماتهم مجملة و فيه رد على الروافض حيث يظنون بأهل السنة أنهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد و وهمهم الكاسد انتهى.
و أوّل كلامه و إن كان نقلاً لمذهب الشيعة إلا أن آخره صريح في التصديق بما قالوا.
و قال: أيضاً في كتابه “البرهان في علامات مهدي آخر الزمان”: عن أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام قال: لصاحب هذا الأمر _ يعني المهدي _ غيبتان أحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات و بعضهم ذهب لا يطّلع على موضعه أحد من ولي و لا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: يكون لصاحب هذا الأمر _ يعني المهدي _ غيبة في بعض هذه الشعاب، و أومى بيده إلى ناحية ذي طوى، حتّى إذا كان قبل خروجه إلى المولى الذي يكون معه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم؟ فيقولون: نحواً من أربعين رجلاً. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: و الله لو يأوي الجبال لنأواها، ثم يأتيهم من المقابلة فيقول: استبروا من رؤساكم عشرة، فيستبرون له فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم و يعدهم الليلة التي يليها.