ما ذكره ابن حجر في “الصواعق” بعد نفي كون المهدي هو الحجة بن الحسن عليهما السلام قال: و القالون من الرافضة بأن الحجة هذا هو المهدي يقولون لم يخلف أبوه غيره و مات و عمره خمس سنين آتاه الله فيها الحكمة كما آتاها يحيى عليه السلام صبياً و جعله إماماً في حال الطفولية كما جعل عيسى كذلك، توفي أبوه بسر من رأى و تستر هو بالمدينة، و له غيبتان صغرى من منذ ولادته إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته و كبرى في آخرها يقوم و كان فقده يوم الجمعة سنة ست و تسعين و مائتن فلم يدر أين ذهب خاف على نفسه فغاب.
و بعد وريقات في آخر أحوال أبي محمّد العسكري: و لم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجة و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة أبو القاسم المنتظر قيل لأنه ستر بالمدينة و غاب فلم يعرف أين ذهب و مر في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه أنه المهدي.
و فيه مضافاً إلى الكذب الصريح فإن أحداً من الإمامية لم يذهب إلى أنه عليه السلام تستر بالمدينة و لا يوجد ذلك في مؤلفاتهم أبداً تناقض عجيب، فإن صريح كلامه إن آخر الغيبة الصغرى عندهم هو انقطاع السفارة بينه و بين شيعته و اتفقت الإمامية من غير خاف إلا من شاذ رماه أصحابنا بالغلو ان آخر السفراء و هم أربعة هو أبوالحسن عليّ بن محمّد السمري (رحمه الله) و انه توفي في النصف من شعبان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة في بغداد و قبره فيه و رووا أنه أخرج قبل وفاته بأيام توقيعاً نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحيم. يا علي بن محمّد السمري! أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك و بين ستة أيام فاجمع أمرك و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره و ذلك بعد طول الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جوراً) التوقيع.
فنسخوا التوقيع قال الراوي: فلما كان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه فقيل له: من وصيك؟ فقال: لله أمر هو بالغه، و قضى فكان هذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه.
و على ما ذكروا فأوّل الغيبة الكبرى من نصف شعبان سنة ست و تسعين و مائتين، فإنها كانت أيام سفارة أبي جعفر محمّد بن عثمان و توفي في آخر جمادي الأولى سنة خمس و ثلاثمائة، و قد تولى أمر السفارة نحواً من خمسين سنة. ثم قام بالأمر بعده أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي إلى أن توفي سنة ست و عشرين و ثلاثمائة، و قام بعده أبو الحسن السمري فلا الفقد صار في المدينة و لا في السنة المذكورة و لم يقل به أحد من علماء الإمامية فنسبتها إليهم كذب و افتراء.

(راجع کشف الاستار عن وجه الغائب عن الابصار؛ الشیخ میرزا حسين النوري الطبرسي)