الميرزا حسين علي الملقب بهاء الله المولود 1817 م نازع أخاه المیرزا یحیی خلافة الباب وأعلن في بغداد أمام مريديه انّه المظهر الكامل الّذي أشار إليه الباب وانّه رسول الله الّذي حلّت فيه الروح الإلهية لتنهي العمل الّذي بشّر به الباب وانّ دعوته هي المرحلة الثّانية في الدورة العقائدية.

حاول قتل أخيه صبح أزل، وكان على علاقة باليهود في أدرنة بسالونيك في تركيا والّتي يطلق عليها البهائيّون أرض السّرّ الّتي ارسل منها إلى عكا فقتل من أتباع أخيه صبح أزل الكثير، وفي عام 1920 م قتله بعض الأزليين ودفن بالبهجة بعكا وكانت كتبه تدعو للتجمع الصهيوني على أرض فلسطين.
عباس أفندي: الملقب ب‍ـعبد البهاء ولد في 23 مايو 1844 م نفس يوم إعلان دعوة الباب، أوصى له والده البهاء بخلافته فكان ذا شخصية جادة لدرجة أن معظم المؤرخين يقولون بأنّه: لولا العباس لما قامت للبابيّة والبهائيّة قائمة، ويعتقد البهائيون أنه معصوم غير مشرع، وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على الخلق. – زار سويسرا وحضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911 م وحاول تكوين طابور خامس وسط العرب لتأييد الصهيونية، كما استقبل الجنرال اللنبي لما أتى إلى فلسطين بالترحاب لدرجة أن كرمته بريطانيا بمنحه لقب سير فضلاً عن أرفع الأوسمة الأخرى.
زار لندن وأمريكا وألمانيا والمجر والنمسا والإسكندرية للخروج بالدعوة من حيز الكيان الإسلامي فأسس في شيكاغو أكبر محفل للبهائية، رحل إلى حيفا 1913 م ثم إلى القاهرة حيث هلك بها في 1921 م / 1340 ه‍ بعد أن نسخ بعض تعاليم أبيه وأضاف إليها من العهد القديم ما يؤيد أقواله.
شوقي أفندي: خلف جدّه عبد البهاء وهو ابن الرابعة والعشرين من العمر في عام 1921 م / 1340 ه‍ وسار على نهجه في إعداد الجماعات البهائيّة في العلم لإنتخاب بيت العدالة الدولي، ومات بلندن بأزمة قلبية ودفن بها في أرض قدمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
في عام 1963 م تولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدولي من تسعة أعضاء أربعة من أمريكا، واثنان من إنجلترا وثلاثة من إيران وذلك برئاسةفرناندو سانت ثم تولى رئاستها من بعده اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية.
وقد دخل الیهود فی خدمة البهائیة لأنّها تقبل فکرة محو الجهاد فی سبیل الله وإلا فمتى کان الیهود یحبّون الإسلام، ویقول المازندرائی البهائی: (حرم علیکم حمل آلات الحرب إلا حین الضرورة)، ویقول أیضا: (البشارة الأولى محو حکم الجهاد من الکتاب) [1].

ویظن البهائیون أنهم هم تزعموا الدّعوة إلى الإسلام العالمی وترک الحروب والتعایش السلمی بین الأمم حین منعوا حمل السلاح وأوجبوا تقدیم السمع والطاعة للحکام أیّا کان مذهبهم ولم یجوِّزوا حمل السلاح حتّى للدّفاع عن النفس حیث یقول المازندرائی: (لا یجوز رفع السلاح ولو للدفاع عن النفس.) [2].
والشریعة البهائیة تبیح للنساء والرجال أن یلبسوا ما شاؤوا ولا تحرم علیهم إلا حمل السلاح أو الخوض فی المسائل السیاسیة الّتی هی من خصوصیّات الحکام فقط. ومع هذا تدعی أنّها نحلة إسلامیة.
{ وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا یَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }[3]

——————————————————————————–
الهامش:
1- قراءة فی وثائق البهائیة ص ۹۵.
2- البهائیة والعصر الجدید ص ۱۶۹.
3- سورة العنکبوت الآیة ۴۳.