1- إلياس علیه السلام: طوّل الله عمره كالخضر عليه السلام.
القائم عليه السلام: طوّل الله تعالى عمره.
2- إلياس يحج كلّ سنة كالخضر عليه السلام و يلتقيان. يدلّ عليه ما في تفسير العسكري عليه السلام أنّ النّبي صلى الله عليه و آله قال لزيد بن أرقم: إن أردت أن لا يصيبك شرّهم، و لا ينالك مكرهم، (يعني المنافقين و الكافرين) فقل إذا أصبحت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الله يقيك من شرّهم، فإنّما هم شياطين (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا). و إذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق و الحرق و السرق فقل إذا أصبحت: “بسم الله ما شاء الله، ما يكون من نعمة فمن الله، بسم الله ما شاء الله، لا حول و لا قوّة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله ما شاء الله، و صلى الله على محمد و آله الطيبين” فإنّ من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الغرق و الحرق و السرق، حتّى يمسي، و من قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق و الغرق و السرق حتّى يصبح. و إن الخضر و إلياس (عليهما السلام) يلتقيان في كلّ موسم فإذا تفرقّا، تفرقّا عن هذه الكلمات، و إن ذلك شعار شيعتي، و به يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم.
القائم عليه السلام: يحجّ كلّ سنة القائم عليه السلام. روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كمال الدين (1) بإسناده عن أبي نعيم الأنصاري و رواه الفاضل المجلسي رحمه الله في البحار (2) عن كتاب الغيبة للشيخ الأجل محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله بإسناده عن أبي نعيم أحمد بن محمد الأنصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار بمكّة و جماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمّد بن القاسم العلوي فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث و تسعين و مائتين إذ خرج علينا شابّ من الطواف عليه إزاران محرم بهما و في يده نعلان فلمّا رأيناه قمنا جميعا هيبة له و لم يبق منّا أحد إلاّ قام. فسلّم علينا و جلس متوسطا و نحن حوله. ثمّ التفت يمينا و شمالا ثمّ قال: أتدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الإلحاح؟ قلنا: و ما كان يقول؟ قال (عليه السلام): كان يقول: اللهم إنّي أسئلك باسمك الّذي تقوم به السماء و به تقوم الأرض و به تفرّق بين الحق و الباطل و به تجمع بين المتفرّق و به تفرّق بين المجتمع و به أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال و كيل البحار أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا. ثمّ نهض و دخل الطواف. فقمنا لقيامه حتّى انصرف و نسينا أن نذكر أمره و أن نقول من هو؟ و أي شئ هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت. فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالأمس و جلس في مجلسه متوسطا فنظر يمينا و شمالا و قال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا: و ما كان يقول؟ قال (عليه السلام): كان يقول: اللهم إليك رفعت الأصوات، و دعيت الدّعوات، و لك خضعت الرّقاب، و إليك التحاكم في الأعمال، يا خير من سئل، و يا خير من أعطى، يا صادق يا بارئ يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدعاء و تكفل بالإجابة يا من قال: (3) ( ادعوني أستجب لكم ) يا من قال: (4) ( و إذا سئلك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ). يا من قال: (5) (يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنّه هو الغفور الرحيم) لبّيك و سعديك ها أنا ذا بين يديك، المسرف و أنت القائل (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ). ثمّ نظر يمينا و شمالا بعد هذا الدعاء فقال ( عليه السلام): أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا: و ما كان يقول؟ قال: كان يقول: يا من لا تزيده كثرة العطاء إلا سعة و عطاء، يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جودا و كرما يا من لا تنفد خزائنه يا من له خزائن السماوات و الأرض، يا من له خزائن ما دقّ و جلّ لا تمنعك إسائتي من إحسانك، إنّي أسئلك أن تفعل بي ما أنت أهله ، فأنت أهل الجود و الكرم و العفو و التجاوز. يا ربّ يا الله! لا تفعل بي الّذي أنا أهله فإنّي أهل العقوبة و قد استحققتها لا حجّة لي و لا عذر لي عندك أبوء لك بذنوبي كلها و أعترف بها كي تعفو عنّي و أنت أعلم بها منّي بؤت (6) إليك بكلّ ذنب أذنبته و بكلّ خطيئة أخطأتها و بكلّ سيّئة عملتها. يا ربّ! اغفر لي و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم. و قام فدخل الطواف. فقمنا لقيامه و عاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطا و نظر يمينا و شمالا فقال: كان علي بن الحسين سيّد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع – و أشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب – : عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك، يسألك ما لا يقدر عليه غيرك (7). ثمّ نظر يمينا و شمالا و نظر إلى محمّد بن القاسم العلوي من بيننا فقال: يا محمّد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله و كان محمّد بن القاسم يقول بهذا الأمر ثمّ قام فدخل الطواف فما بقي منّا أحد إلا و قد ألهم ما ذكره من الدعاء و أنسينا أن نتذاكر أمره إلاّ في آخر يوم. فقال لنا أبو علي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا و الله صاحب زمانكم. فقلنا: و كيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنّه مكث سبع سنين يدعو ربّه و يسأله معاينة صاحب الزمان (عليه السلام). قال فبينا نحن يوما عشية عرفة و إذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممّن هو؟ فقال ( عليه السلام): من النّاس. قلت: من أيّ النّاس قال: من عربها. قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها. قلت: و من هم؟ قال: بنو هاشم. قلت: من أيّ بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة و أسناها رفعة. قلت: ممّن؟ قال: ممّن فلق الهام و أطعم الطعام و صلّى بالليل و النّاس نيام. قال: فعلمت أنّه علوي فأحببته على العلويّة ثمّ افتقدته بين يدي فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض؟ فسألت القوم الّذين كانوا حوله أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم، يحجّ معنا في كلّ سنة ماشيا. فقلت: سبحان الله و الله ما أرى به أثر مشي. قال: فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه و نمت في ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و آله فقال: يا محمّد! رأيت طلبتك؟ فقلت: و من ذاك يا سيّدي؟ فقال  صلى الله عليه و آله: الّذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك. قال: فلمّا سمعنا ذلك منه عاتبناه عليه أن لا يكون أعلمنا ذلك فذكر أنه كان ناسيا أمره إلى وقت ما حدّثنا به.
3- إلياس عليه السلام: هرب من قومه و غاب عنهم خوفا لما أرادوا قتله.
القائم عليه السلام: هرب من قومه و غاب عنهم خوفا لما أرادوا قتله.
4- إلياس عليه السلام غاب سبع سنين.
القائم عليه السلام: ما أدري إلى متى تطول غيبته.
5- إلياس عليه السلام: سكن في جبل وعر.
القائم عليه السلام: قال – في حديث علي بن مهزيار الأهوازي المروي في الكمال و البحار و تبصرة الولي (8) و غيرها – : أبي أبو محمد عليه السلام عهد إلي أن لا أجاور ( قوما غضب الله عليهم و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم) و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، و من البلاد إلا قفرها، و الله مولاكم أظهر التقية، فوكّلها بي، فأنا في التّقية إلى يوم يؤذن لي، فأخرج. فقلت: يا سيدي! متى يكون هذا الأمر؟ فقال عليه السلام: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة، و اجتمع الشّمس و القمر، و استدار بهما الكواكب و النجوم، الخبر.
6- إلياس عليه السلام: أحيى الله تعالى بدعائه يونس النبي (9) و هو صبيّ، بعد أربعة عشر يوما من موته، كما في الحديث.
القائم عليه السلام: يحيي الله تعالى ببركته و دعائه أمواتا بعد انقضاء سنين كثيرة من موتهم، منهم أصحاب الكهف، و منهم خمسة و عشرون من قوم موسى، الذين يقضون بالحق و به يعدلون، و منهم يوشع وصي موسى، و منهم مؤمن آل فرعون و منهم سلمان الفارسي، و منهم أبو دجانة الأنصاري، و منهم مالك الأشتر رواه في البحار و غيره (10) عن الصادق عليه السلام و من أنصاره أيضا إلياس النبي كما في الرواية أيضا عن الصادق عليه السلام.
7- إلياس عليه السلام: رفعه الله تعالى إلى السماء ، كما روي عن ابن عباس .
القائم عليه السلام رفعه روح القدس صلوات الله عليه و طار به في جو السماء. ففي الحديث المروي في كمال الدين (11) عن حكيمة في باب ميلاد القائم عليه السلام: فتناوله الحسن عليه السلام و الطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله و احفظه، و رده إلينا في كل أربعين يوما، فتناوله الطائر، و طار به في جو السماء، و اتّبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد عليه السلام يقول: أستودعك الّذي استودعته أمّ موسى موسى فبكت نرجس فقال عليه السلام لها: اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك، و سيعاد إليك، كما ردّ موسى إلى أمه. و ذلك قوله عزّ و جلّ: ( فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينها و لا تحزن). قالت حكيمة: فقلت ما هذا الطائر؟ قال عليه السلام: هذا روح القدس الموكّل بالأئمة يوفقهم و يسدّدهم، و يربّيهم بالعلم، الخبر.
8- إلياس عليه السلام قيل: إنه يغيث الملهوفين، المضطرين، الضالين في البراري و الفيافي، و يهديهم، و الخضر يعينهم و يرشدهم، في جزائر البحار، نقله المجلسي رضي الله عنه في حياة القلوب.
القائم عليه السلام يغيث الملهوفين، و يهدي الضالين، و يجيب المضطرين، في البر و البحر، بل في الأرض وا لسماء، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
9- إلياس عليه السلام نزلت له المائدة من السماء بإذن الله تعالى. يدل عليه ما في تفسير البرهان و غيره ( 12 ) عن أنس أن النبي (صلى الله عليه و آله)، سمع صوتا من قلة جبل: اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة. فأتى رسول الله (صلى الله عليه و آله) فإذا بشيخ أشيب قامته ثلاثمائة ذراع. فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه و آله )عانقه، ثم قال: إنّني آكل في سنة مرة واحدة و هذا أوانه، فإذا هو بمائدة أنزلت من السماء، فأكلا و كان إلياس (عليه السلام).
القائم عليه السلام نزلت بأمره و لأجله المائدة من السماء، و نكتفي في هذا المقام بذكر واقعة شريفة، ذكرها المجلسي ( 13 ) و غيره نقلا عن أبي محمد عيسى بن مهدي الجوهري، قال: خرجت في سنة ثمان و ستين و مأتين إلى الحج، و كان قصدي المدينة، حيث صح عندنا أن صاحب الزمان (عليه السلام) قد ظهر فاعتللت، و قد خرجنا من فيد (14) فتعلقت نفسي بشهوة السمك و التمر و اللبن فلما وردت المدينة و لقيت بها إخواننا بشروني بظهوره بصابر. فصرت إلى صابر، فلما أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا، فدخلت القصر، فوقفت أرقب الأمر، إلى أن صليت العشائين، و أنا أدعو و أتضرع و أسأل، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسى بن مهدي الجوهري أدخل! فكبّرت و هلّلت، و أكثرت من حمد الله عز و جل، و الثناء عليه. فلما صرت في صحن القصر، رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم إليها فأجلسني عليها، و قال لي: مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك! و أنت خارج من فيد. فقلت: حسبي بهذا برهانا، فكيف آكل و لم أر سيدي و مولاي! فصاح (عليه السلام): يا عيسى! كل من طعامك، فإنك تراني. فجلست على المائدة فنظرت فإذا عليها سمك حار يفور، و تمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا، و بجانب التمر لبن، فقلت في نفسي: عليل و سمك و تمر و لبن! فصاح (عليه السلام) بي: يا عيسى! أتشك في أمرنا، أفأنت أعلم بما ينفعك و يضرك! فبكيت و استغفرت الله تعالى و أكلت من الجميع و كلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه، فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا فأكلت منه كثيرا، حتى استحييت فصاح (عليه السلام) بي: لا تستحيي يا عيسى! فإنه من طعام الجنة، لم تصنعه يد مخلوق، فأكلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أكله. فقلت: يا مولاي! حسبي. فصاح بي: أقبل إلي. فقلت في نفسي: آتي مولاي و لم أغسل يدي! فصاح بي: يا عيسى! و هل لما أكلت غمر؟ فشممت يدي، وإذا هي أعطر من المسك و الكافور فدنوت منه فبدا لي نور غشي بصري و رهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط. فقال لي: يا عيسى! ما كان لك أن تراني لولا المكذبون القائلون بأين هو و متى كان و أين ولد و من رآه و ما الذي خرج إليكم منه؟ و بأي شئ نبأكم؟ و أي معجز أتاكم أما و الله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه و قدموا عليه ، و كادوه و قتلوه وكذلك آبائي و لم يصدقوهم ، و نسبوهم إلى السحر، و خدمة الجن إلى ما تبين. يا عيسى! فخبر أولياءنا ما رأيت، و إياك أن تخبر عدونا فتسلبه. فقلت: يا مولاي! ادع لي بالثبات. فقال (عليه السلام): لو لم يثبتك الله ما رأيتني، و امض بنجحك راشدا فخرجت أكثر حمدا لله و شكرا .

(مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الأصفهاني 1: 175 – 178)
………………………………………………………………….
1 – إكمال الدين 2: 470، باب 43، ذيل 24.
2 – بحار الأنوار 52: 9، باب 18، ذيل 5.
3 – سورة الغافر: 60.
4 – سورة البقرة: 186.
5 – سورة الزمر: 53.
6 – في نسخة ثانية: أبوء لك.
7 – الدعاء في كمال الدين هكذا عبيدك بفنائك، مسكينك ببابك، فقيرك ببابك، أسألك ما لا يقدر عليه سواك.
8 – تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 5.
9 – و قد رآه العمري عند بيت الله الحرام و هو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، ويؤيده أيضا ما رواه في كمال الدين بإسناده عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم و لا يرونه.
10 – تبصرة الولي : 781.
11- بحار الأنوار 53 : 90، ح 95.
12- تفسير البرهان 4: 33، ح 3، بحار الأنوار 13: 401، ح 9.
13- بحار الأنوار 52: 68، ح 54 .
14- قيل هو منزل في طريق مكة من طريق الشام و قيل بليدة بنجد من طريق الحاج العراقي نقلهما صاحب مجمع البحرين و الله العالم.