الشیخ حسن العراقی
قال الشيخ عبدالوهاب الشعراني في الطبقات الكبرى المسماة ب”لواقح الأنوار في طبقات الأخيار” في الجزء الثاني من النسخة المطبوعة بمصر في سنة ألف و ثلاثمائة و خمس: «و منهم: الشيخ العارف بالله تعالى سيّدي حسن العراقي رحمه الله تعالى المدفون بالكوم خارج باب الشعرية رضي الله عنه بالقرب من بركة الرطلي و جامع البشرى.
و في بعض نسخه العتيقة: و منهم: الشيخ الصالح العابد الزاهد ذوالكشف الصحيح و الحال العظيم الشيخ حسن العراقي المدفون فوق الكوم المطل على بركة الرطلي، كان رضي الله عنه قد عمّر نحو مائة سنة و ثلاثين سنة.

و في النسخة المطبوعة: ترددت إليه مع سيدي أبي العبّاس الحريثي و قال: أريد أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنك كنت رفيقي من الصغر. فقلت له: نعم. فقال: كنت شاباً من دمشق و كنت صانعاً و كنا نجتمع يوماً في الجمعة على اللهو و اللعب و الخمر فجاء لي التنبيه من الله تعالى يوماً أ لهذا خلقت؟ فتركت ما هم فيه و هربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدركوني؛ فدخلت جامع بني أمية فوجدت شخصاً يتكلم على الكرسي في شأن المهدي عليه السلام فاشتقت إلى لقائه فصرت لا أسجد سجدة إلا و سألت الله تعالى أن يجمعني عليه. فبينما أنا ليلة بعد صلاة المغرب أصلي صلاة السنة إذا بشخص جلس خلفي و حسّ على كتفي و قال لي: قد استجاب الله دعاءك يا ولدي! ما لك؟ أنا المهدي! فقلت: تذهب معي إلى الدار. فقال: نعم! و ذهب معي. فقال لي: أخل لي مكاناً انفرد فيه! فأخليت له مكاناً فأقام عندي سبعة أيام بلياليها و لقنني الذكر و قال أعلمك وردي تدوم عليه أن شاء الله تعالى تصوم يوماً و تفطر يوماً و تصلي كل ليلة خمسمائة ركعة. فقلت: نعم! فكنت أصلّي خلفه كل ليلة خمسمائة ركعة و كنت شاباً أمرداً حسن الصورة؛ فكان يقول: لا تجلس قط إلا ورائي! فكنت أفعل و كانت عمامته كعمامة العجم و عليه جبة من وبر الجمال. فلمّا انقضت السبعة أيّام خرج فودعته و قال لي: يا حسن! ما وقع لي قط مع أحد ما وقع معك فدم على وردك حتى تعجز فإنك ستعمر عمراً طويل.
و في النسخة الأخرى العتيقة بعد قوله: خمس مائة ركعة في كل ليلة و أنا لا أضع جنبي على الأرض للنوم إلا غلبته ثمّ طلب الخروج و قال لي: يا حسن! لا تجتمع بأحد بعدي و يكفيك ما حصل لك منّي فما ثمّ إلا دون ما وصل إليك منّي فلا تتحمل منه أحد بلا فائدة. فقلت: سمعاً و طاعة و خرجت أودعه فأوقفني عند عتبة باب الدار و قال: من هنا. فأقمت على ذلك سنين . (إلى أن قال الشعراني بعد ذكر حكاية سياحة حسن العراقي) و سألت المهدي عن عمره. فقال: يا ولدي! عمري الآن ستمائة سنة و عشرون سنة و لي عنه الآن مائة سنة. فقلت ذلك لسيدي علي الخواص فوافقه على عمره المهدي رضي الله عنهما.

(الحاج میرزا حسین النوری الطبرسی، کشف الاستار عن وجه الغائب عن الابصار: 50 – 52)