شيخ الإسلام و البحر الطام و مرجع الأولياء الكرام أبوالمعالي محمّد سارج الدين الرفاعي ثم الخزومي الشريف الكبير فقد ذكر في كتابه الموسوم ب”صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار” في ترجمة أبي الحسن الهادي عليه السلام ما لفظه: «و أمّا الإمام علي الهادي بن الإمام محمّد الجواد عليهما السلام و لقبه النقي و العالم و الفقيه و الأمير و الدليل و العسكري و النجيب، ولد في المدينة سنة اثني عشر و مائتين من الهجرة، و توفّي شهيداً بالسمّ في خلافة المعتزّ العباسي يوم الاثنين لثلاث ليال خلون من رجب سنة أربع و خمسين و مائتين، و كان له خمسة أولاد الإمام الحسن العسكري و الحسين و محمد و جعفر و عائشة. فأمّا الحسن العسكري فأعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله الإمام محمّد المهدي عليه السلام، فأمّا محمد فلم يذكر له ذيل _ إلى آخر ما قال.»
وقال في موضع آخر في بحث له في الإمامة: «و روى العارفون من سلف أهل البيت أن الإمام الحسين عليه السلام لما انكشف له في سره أن الخلافة الروحية التي هي الغوثية و الإمامة الجامعة فيه و في بنيه على الغالب الستبشر بذلك و باع في الله نفسه لنيل هذه النعمة المقدسة فمن الله عليه بأن جعل في بيته كبكبة الإمامة و ختم ببنيه هذا الشأن على أن الحجة المنتظر الإمام المهدي عليه السلام من ذريته الطاهرة و عصابته الزاهرة _ انتهى.»
و هذا سراج الدين جد عارف عصره و عزيز مصره و وحيد دهره البارع الكامل أبوالهدى الجليل المعاصر الذي إليه تنتهي السلسلة الرفاعية و عنه تؤخذ آداب هذه الطريقة.